مصر تسجل أدنى واردات قمح منذ ثلاث سنوات بفضل استراتيجية الأمن الغذائي

شهدت مصر خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 تراجعا تاريخيا فى وارداتها من القمح بنسبة 31%، لتنخفض الكميات من 8 ملايين طن فى الفترة ذاتها من 2024 إلى 5.5 مليون طن فقط، وهو أدنى مستوى تسجله البلاد منذ عام 2022.

هذا الانخفاض يعكس تطبيق سياسة حكومية واضحة تستهدف تعزيز الأمن الغذائى وتقليل الارتباط بتقلبات الأسواق العالمية، من خلال الاعتماد على المخزون الاستراتيجى، وزيادة الإنتاج المحلى، وتنويع المناشئ المستوردة.

البيانات تشير إلى أن الحكومة خفضت وارداتها بأكثر من النصف، إذ تراجعت الكميات من 4.1 مليون طن فى 2024 إلى 1.9 مليون طن فقط فى 2025، مستندة إلى مخزون كبير وموسم توريد محلى ناجح جمع 3.8 مليون طن من الحقول، ما ساعد على تقليص الاعتماد على الاستيراد وتخفيف الضغط على العملة الصعبة.

فى المقابل، لم يشهد القطاع الخاص إلا تراجعا طفيفا فى وارداته لم يتجاوز 7%، ما يعكس استمرار الطلب من المطاحن والصناعات الغذائية.

كما تغيرت خريطة الاستيراد بشكل ملحوظ، حيث انخفضت واردات القمح من روسيا بنسبة 47%، مقابل ارتفاع الواردات من أوكرانيا بنسبة 15% لتصل إلى 1.5 مليون طن.

ويأتى ذلك فى إطار سياسة تنويع المناشئ التى رفعت عدد الدول الموردة لمصر إلى 22 دولة فى 2024، مقارنة ب15 دولة فى 2021، و11 دولة فى 2014، ما يمنح القاهرة مرونة أكبر فى مواجهة أى اضطرابات فى سلاسل الإمداد وضمان الحصول على القمح بأسعار تنافسية.