هوس المليارديرات بعظام الديناصورات يشعل سوق المزادات ويثير مخاوف العلماء
من خصخصة التراث الطبيعي

في ظاهرة تزداد بريقًا وجدلاً، تحوّلت هياكل الديناصورات النادرة إلى نجوم ساحات المزادات العالمية، تتنافس على اقتنائها ثروات المليارديرات وهواة التحف الفاخرة، في صفقات تصل قيمتها لعشرات الملايين من الدولارات.
أحدث هذه الصفقات كان بيع حفرية ديناصور تعود لما بين 154 و159 مليون سنة، بطول 11 قدمًا وارتفاع يزيد عن 6 أقدام، تحتوي على 139 قطعة عظمية أصلية، مقابل 30.5 مليون دولار، أي خمسة أضعاف تقديرها قبل البيع.
ورغم أن هذا السعر لم يتجاوز الرقم القياسي الذي حققته أحفورة “أبيكس” ستيجوسورس العام الماضي، والتي اقتناها ملياردير صناديق التحوط كين جريفين، فإن المؤكد أن منحنيات أسعار أحافير ما قبل التاريخ تسجّل قفزات غير مسبوقة.
لكن خلف أضواء المزادات، يتصاعد الجدل الأكاديمي؛ فالعلماء يحذرون من أن تسابق الأثرياء على شراء هذه الكنوز الجيولوجية يحرم المؤسسات العلمية والمتاحف من دراستها، ويحصرها في قصور خاصة أو قاعات فنادق، ما يهدد “خصخصة المعرفة” وتحويل التراث الطبيعي إلى سلعة نخبوية.
الجدل يزداد تعقيدًا بسبب الأبعاد القانونية؛ ففي الولايات المتحدة — أحد أكبر مصادر هذه الأحافير — يسمح القانون ببيعها إذا استخرجت من أراضٍ خاصة، بينما يؤدي العثور عليها في أراضٍ فدرالية أو دول أجنبية إلى نزاعات قانونية حادة، بعضها اتهم التجار بسرقة أحافير من أراضي السكان الأصليين.
ورغم التاريخ العريق لشغف جمع العظام الذي يعود لعصر الإمبراطور الروماني أوغسطس، فإن التوتر بين السوق والعلم بلغ ذروته اليوم، مع تحذيرات علماء الحفريات من أن الديناصورات التي تختفي خلف جدران القصور، تختفي معها فرص الاكتشاف والمعرفة، “كما لو أنها أشباح من الماضي”.
تعليقات 0