وادي حلوس.. جوهرة الصحراء الشرقية التي تجمع عبق التاريخ وسحر الطبيعة| صور

في قلب الصحراء الشرقية، وعلى مشارف قرية الشيخ الشاذلي، يبرز “وادي حلوس” كأحد الكنوز الطبيعية البكر التي لم تنل بعد نصيبها من الاكتشاف، حيث يتبع إداريًا مدينة مرسى علم وتصل إليه مياه السيول الموسمية، لتنساب بعدها نحو وادي الجمال، أحد أشهر المحميات الطبيعية في مصر.

يمتاز الوادي بتضاريسه المميزة ومناخه الصحراوي المعتدل، إضافةً إلى ما يحتويه من شواهد تاريخية تثبت أنه كان مأهولًا منذ عصور ما قبل التاريخ، إذ عثر بداخله على نقوش ورسومات صخرية تجسد مشاهد من حياة حضارات قديمة مرت بهذه المنطقة.

وتعرف الصحراء الشرقية بعشرات الأودية الجبلية التي يعرف مساراتها أبناء قبائل العبابدة والبشارية، الذين ارتبطوا بها تاريخيًا وثقافيًا، وجعلوها مقصدًا للرعي خلال مواسم الأمطار.

ويحتل وادي حلوس مكانة خاصة بينهم، إذ يمثل أحد مواقع الاستيطان الموسمي لقبيلة العبابدة، التي ما زال بعض أبنائها يعيشون فيه حتى اليوم متبعين تقاليد الأجداد.

يقول يوسف الحسن، أحد أبناء العبابدة، إن النقوش التي تم العثور عليها في الوادي، والتي تصور الجمال والثيران، بجانب كتابات ترجع للعصرين الروماني والفرعوني، تعكس تعاقب حضارات متعددة على هذه الأرض.

كما يغطي الوادي أشجار الأكاسيا المعمرة بكثافة، وهي ملاذ للرعاة وحيواناتهم، توفر الظل والغذاء للإبل والماعز، وتعرف محليًا باسم “السنط”.

ويشير الدكتور أحمد غلاب، مدير محمية الجزر الشمالية، إلى أن الأكاسيا تنمو طبيعيًا في مخرات السيول وتشكل نظامًا بيئيًا متكاملًا، يعتمد عليه العديد من الكائنات، فيما يستخدمها الرعاة كمظلات طبيعية أثناء الترحال.

يظل وادي حلوس لوحة متكاملة تلتقي فيها الطبيعة البرية مع الإرث التاريخي، ما يجعله مؤهلًا ليكون وجهة مميزة للسياحة البيئية والتاريخية في مصر.