احذر موجة الحر: الحروق الشمسية ليست مجرد احمرار بل خطر يصيب جلدك ومناعتك

على الرغم من أهمية ضوء الشمس لصحة الإنسان، إلا أن التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) يحمل أضرارًا جسيمة، تبدأ بالحروق الشمسية المؤلمة وقد تمتد لتغييرات خطيرة في الجلد والجهاز المناعي، وصولًا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.

مع استمرار موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد حتى الجمعة المقبلة، من الضروري اتخاذ التدابير الوقائية الصحيحة لتجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس الضارة.

ما هي الحروق الشمسية؟

تُعرف الحروق الشمسية بأنها استجابة التهابية حادة ناجمة عن التعرض المكثف لأشعة UVB، وتظهر أعراضها خلال ساعات قليلة منها احمرار الجلد، الألم عند اللمس، التورم، وتقشر الجلد خلال أيام.

تشير الدراسات إلى أن الضرر لا يعتمد فقط على مدة التعرض، فقد يؤدي حتى تعرض واحد فقط إلى تلف عميق في خلايا الجلد.

تأثير الحروق الشمسية على الجهاز المناعي:

لا تقتصر الحروق على الجلد فقط، بل تثبط أيضاً المناعة الموضعية، حيث تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على خلايا لانغرهانس المسؤولة عن الاستجابة المناعية في الجلد، بالإضافة إلى كبح الاستجابات المناعية على مستوى الجسم، مما يجعل البشرة أكثر عرضة للمخاطر.

الحروق الشمسية وسرطان الجلد:

تُعتبر الحروق الشمسية المتكررة عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بأنواع خطيرة من سرطان الجلد، مثل:

الميلانوما: حيث يزيد التعرض لخمس حروق شمسية شديدة أو أكثر في الطفولة أو المراهقة خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 80%.

السرطان الجلدي غير الميلانيني: حتى الحروق الطفيفة المتكررة قد تضاعف من احتمال الإصابة، خاصة في المناطق المكشوفة مثل الوجه واليدين والرقبة.

كيف تحمي نفسك من أشعة الشمس الضارة؟

1. استخدام واقي شمس واسع الطيف (UVA/UVB) بدرجة حماية SPF 30 أو أعلى، مع إعادة وضعه كل ساعتين أو بعد السباحة والتعرق.

2. ارتداء الملابس الواقية، والقبعات، والنظارات الشمسية التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.

3. تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة بين 10 صباحًا و4 مساءً.

4. تناول مضادات الأكسدة الغذائية مثل الشاي الأخضر ومستخلص بذور العنب للمساعدة في تقليل الضرر وتحسين إصلاح الجلد.

تزداد مخاطر التعرض لأشعة الشمس الضارة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، مما يستدعي توعية الجمهور حول الحماية من أشعة UV لتجنب الأضرار الجلدية والجهازية التي قد تترتب على التعرض المفرط، لا سيما في ظل التغيرات المناخية التي تزيد من شدة هذه الأشعة.