سيوة.. واحة العلاج الطبيعي بين رمال جبل الدكرور وعيونها الكبريتية

خلال الأعوام الأخيرة، برزت واحة سيوة كواحدة من أبرز محطات السياحة العلاجية في مصر والشرق الأوسط، حيث يقصدها الزائرون صيفًا رغم حرارة الطقس المرتفعة، مستفيدين من طبيعتها القارية الجافة وتنوع تضاريسها.

اشتهرت الواحة خصوصًا بعلاج الأمراض عبر الدفن في الرمال، وهو ما يجذب أعدادًا كبيرة من الباحثين عن الشفاء من أمراض مختلفة.

ولا يقتصر التميز على فصل الصيف، إذ تحظى سيوة بسمعة قوية كمقصد شتوي بفضل مناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخلابة، إلى جانب مواردها المائية المتمثلة في البحيرات المالحة والعيون الكبريتية، فضلًا عن إرثها التاريخي وطابعها التراثي الذي يجعلها محمية طبيعية وثقافية فريدة.

ويبلغ النشاط العلاجي ذروته في أغسطس، حيث تُعد هذه الفترة الأنسب لجلسات الدفن في رمال جبل الدكرور والسباحة في العيون الكبريتية، ما ينعكس على انتعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة.

يبدأ الموسم العلاجي في منتصف يونيو ويستمر حتى منتصف سبتمبر، ما يحوّل الواحة إلى مقصد نشط على مدار العام.

يؤكد عبد العزيز زكريا، صاحب أحد مراكز العلاج الطبيعي، أن جلسات الدفن في الرمال تساهم في تخفيف آلام المفاصل والروماتيزم، وتنشيط الدورة الدموية، والتخلص من السموم، إضافة إلى فوائد أخرى مثل تقليل الدهون وعلاج الالتهابات.

كما أشار إلى أن النساء في سيوة يقدمن خدمات علاجية مخصصة للسيدات، مع الالتزام التام بالخصوصية ومنع التصوير.

وتتنوع الأساليب العلاجية لتشمل الحمامات الكبريتية والمعدنية، الممزوجة بالأعشاب الصحراوية، لعلاج أمراض الجلد والمفاصل والظهر، وكذلك بعض الأمراض المزمنة.

وتقدم المراكز العلاجية برامج إقامة متكاملة تتراوح بين ثلاثة وسبعة أيام، بأسعار تناسب مختلف الفئات.

هذا الإرث العلاجي، المتوارث عبر الأجيال منذ الفراعنة، يجعل من جبل الدكرور وسيوة بأكملها وجهة عالمية للراغبين في الاستشفاء والاستجمام، مستفيدين من بيئة طبيعية نادرة تجمع بين النقاء، الهدوء، وموارد العلاج الفريدة.