14 أغسطس 2025 01:48
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مصر تحرك المياه الراكدة.. هل تقود القاهرة مفاوضات غزة نحو صفقة شاملة ؟

في لحظة حرجة من الجمود السياسي ، تعيد مصر بث الروح في مسار مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة “حماس“، بإطلاق مبادرة جديدة تستند إلى هدنة تمتد لـ 60 يوما، وتستهدف خلق أرضية حقيقية لاتفاق شامل ينهي واحدة من أعقد الحروب التي عرفها قطاع غزة.

تزامنا مع زيارة وفد قيادي من “حماس” إلى القاهرة برئاسة خليل الحية، تعود القاهرة إلى المشهد بقوة، محاطة هذه المرة بدعم أميركي وقطري واضحين، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع، وتجاوز النقاط التي أفشلت الجولات السابقة.

المبادرة التي تحدثت عنها مصادر مصرية وإسرائيلية، تتجاوز حدود وقف إطلاق النار المؤقت، لتطرح حلولا جذرية تشمل إدارة ما بعد الحرب، ونزع سلاح “حماس”، وتبادل الأسرى، تحت إشراف عربي–أميركي مشترك.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي كشف رسميا عن معالم المبادرة، التي تقوم على وقف إطلاق نار مدته 60 يوما، يشمل الإفراج عن رهائن لدى “حماس” ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، مع طرح تصور مؤقت لإدارة غزة من قبل حكومة تكنوقراط تحت إشراف السلطة الفلسطينية.

في المقابل، تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن مقترح شامل تتضمنه المبادرة يشمل “تحرير جميع المختطفين أحياء وأمواتا، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين ونزع سلاح حماس”، وهي النقطة الأكثر حساسية والتي قد تحدد مصير المقترح برمته.

وبينما يرى مراقبون مثل الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن المبادرة الجديدة قد تكون فرصة فعلية لبلوغ اتفاق، إذا ما ضغطت واشنطن ووافقت “حماس” على التفاهمات، يؤكد محللون فلسطينيون مثل أيمن الرقب أن القاهرة تقدم تصورا عمليا وقابلا للتفاوض، مع احتمال التوصل إلى صفقة جزئية أو شاملة بحسب تطورات الجولة القادمة.

لكن الطريق ليس مفروشا بالورود؛ فخلافات إسرائيلية داخلية حول مدى الاستعداد لتقديم تنازلات قد تبطئ الخطى، في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لمنع احتلال كامل لغزة، وهو السيناريو الذي ترى فيه مصر تهديدا استراتيجيا يتجاوز المصالح الفلسطينية ليطال استقرار المنطقة ككل.

وفي ظل هذا المناخ، تتجه الأنظار إلى القاهرة مجددا، حيث تدار المعركة الأهم: معركة السياسة والوقت.

فهل تصنع مصر خرقا تاريخيا في جدار الأزمة؟ أم يتكرر سيناريو التعثر بفعل التشدد الإسرائيلي أو الحسابات المعقدة لـ”حماس”؟