15 أغسطس 2025 14:27
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ماذا تعرف عن قاعدة “إلمندورف”.. الحصن العسكري النائي الذي يستضيف قمة بوتين وترامب

في خطوة لافتة من حيث الرمزية والأمن، اختيرت القاعدة العسكرية المشتركة إلمندورف-ريتشاردسون بمدينة أنكوريج في ولاية ألاسكا، لتكون مسرحًا للقمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة.

هذا الموقع، الذي يجمع بين العزلة الجغرافية والبنية التحتية الأمنية الفائقة، يحمل تاريخًا عسكريًا طويلًا جعله واحدًا من أهم المراكز الاستراتيجية في الولايات المتحدة، وملاذًا مثاليًا لاستضافة لقاء بهذا المستوى من الحساسية السياسية والأمنية.

تقع قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون على بعد نحو 11 ميلًا من وسط مدينة أنكوريج، وتضم أكثر من 32 ألف شخص، أي ما يعادل نحو 10 بالمئة من سكان المدينة، وفق بيانات الجيش الأميركي.

القاعدة تحتضن الجناح الثالث للقوات الجوية الأميركية، المشغل لمقاتلات F-22 رابتور، وتعتبر مركزًا رئيسيًا للعمليات في آسيا، القطب الشمالي، والساحل الغربي.

تمتد مساحة القاعدة على 85 ألف فدان، وتقدر قيمة بنيتها التحتية بنحو 15 مليار دولار، ما يجعلها من بين أكبر المرافق العسكرية من حيث القيمة والتجهيز. ويرى خبراء الأمن أن هذه القاعدة هي الموقع الوحيد في ألاسكا القادر على تأمين استضافة كل من ترامب وبوتين على أعلى المستويات.

تأسيس القاعدة
الشكل الحالي للقاعدة تأسس عام 2010 نتيجة دمج قاعدة إلمندورف الجوية مع قاعدة فورت ريتشاردسون التابعة للجيش الأميركي ،خلال الحرب الباردة، لعبت القاعدة دورًا محوريًا في مراقبة الاتحاد السوفيتي وتتبع أي تهديدات نووية أو نشاط عسكري قادم من المحيط الهادئ، ما منحها لقب “الغطاء الجوي لأميركا الشمالية”.

لمحة تاريخية
بدأ الوجود العسكري الأميركي في ألاسكا عام 1867 بعد شراء الولايات المتحدة للإقليم من روسيا. مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1941، وصلت القوات الجوية الأميركية إلى ألاسكا، وازداد دورها الاستراتيجي لاحقًا.

في عام 1951، انتقلت قوات الجيش إلى موقع “فورت ريتشاردسون” الجديد، بينما احتفظت القوات الجوية بالموقع القديم تحت اسم قاعدة إلمندورف الجوية، حتى دمج القاعدتين في 2010.

زيارات تاريخية إلى القاعدة
استضافت القاعدة أربعة رؤساء أميركيين على الأقل وعددًا من الشخصيات الدولية البارزة.

في 1971، التقى الرئيس ريتشارد نيكسون بالإمبراطور الياباني هيروهيتو في حدث تاريخي داخل أحد الحظائر الجوية، وفي 1983 توقف الرئيس رونالد ريغان خلال رحلته إلى اليابان وكوريا.

عام 2015، زار الرئيس باراك أوباما القاعدة لحضور مؤتمر GLACIER حول تغيّر المناخ، وفي 2023 أقام الرئيس جو بايدن مراسم إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر هناك.

زيارات أخرى
إلى جانب الرؤساء، استقبلت القاعدة كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية الذين جاءوا لمتابعة أوضاع الجنود ومناقشة مهام القاعدة، من بين هؤلاء، كاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع السابقة، التي زارت القاعدة في 2023 لبحث قضايا جودة حياة القوات العاملة في المناطق القطبية.