سام ألتمان يتحدى الحدود: خطة تريليونية لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى محرك يومي للبشرية

بعد أيام قليلة من طرح أحدث نماذج شركة “OpenAI” وما أثاره من جدل وانتقادات واسعة، كشف الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، عن خطط طموحة تتجاوز مجرد تطوير النماذج الجديدة، إذ يعتزم إنفاق تريليونات الدولارات على البنية التحتية اللازمة لتشغيل وتوسيع خدمات الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي. هذه التصريحات جاءت خلال عشاء خاص جمعه بمجموعة من الصحافيين في مدينة سان فرانسيسكو، حيث أبدى ثقته في أن حجم الاستخدام المستقبلي لمنتجات الشركة، وعلى رأسها “شات جي بي تي”، سيصل إلى أرقام غير مسبوقة.

ألتمان أوضح أن وتيرة نمو “شات جي بي تي” قد تقود إلى مرحلة يتفاعل فيها مليارات الأشخاص يوميًا مع المنصة، متوقعًا أن يتجاوز عدد الكلمات التي سينتجها النظام يوميًا مجموع ما ينطق به البشر جميعًا في اليوم نفسه. وأكد أن الوصول إلى هذا المستوى من الانتشار يتطلب استثمارات هائلة في بناء مراكز بيانات متطورة، وهو ما قد يدفع الشركة إلى البحث عن هياكل تمويل مبتكرة وغير تقليدية لتمويل هذه المرحلة.

وأضاف أن إنفاق المليارات على البنية التحتية ليس خيارًا بل ضرورة، مشيرًا إلى إمكانية تصميم أدوات مالية جديدة وغير مسبوقة تتيح للشركة حشد التمويل اللازم لمشروعات الحوسبة الضخمة التي تخطط لها. وأعاد التذكير بمشاركته في يناير الماضي إلى جانب ماسايوشي سون، رئيس مجموعة “سوفت بنك”، ولاري إليسون، رئيس شركة “أوراكل”، في البيت الأبيض للإعلان عن مشروع ضخم تحت اسم “ستارغيت”، بتكلفة 500 مليار دولار وعلى مدى أربع سنوات. إلا أن ألتمان يرى أن طموحات “OpenAI” تتجاوز بكثير ما يتطلبه هذا المشروع، وأن حجم الاستثمارات المنتظرة سيكون أضعاف هذا الرقم.

وخلال اللقاء نفسه، جدد ألتمان اهتمام شركته بالاستحواذ على متصفح “كروم” في حال أصدرت محكمة اتحادية حكمًا يلزم شركة “غوغل”، التابعة لمجموعة “ألفابت”، ببيعه. وأفاد بأن هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية توسيع أدوات الوصول للمستخدمين وتعزيز حضور الشركة في سوق التطبيقات والخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

بهذه التصريحات، يواصل سام ألتمان رسم صورة لمستقبل يضع الذكاء الاصطناعي في قلب الحياة اليومية لمليارات البشر، مع ما يتطلبه ذلك من سباق استثماري وتقني قد يغيّر ملامح صناعة التكنولوجيا العالمية في السنوات القليلة المقبلة.