قادة أوروبا يناقشون مع واشنطن خطة ترامب للسلام في أوكرانيا وسط تحفظ كييف

ينظم قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، اليوم الأحد، مؤتمراً عبر الفيديو مع ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين” الداعم لكييف، لبحث مسار تسوية النزاع الأوكراني، بعد أن استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفاً فورياً لإطلاق النار مؤكداً رغبته في التوصل مباشرة إلى “اتفاق سلام”، في أعقاب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
القمة الأميركية-الروسية منحت بوتين فرصة للعودة إلى الواجهة الدولية بعد عزلة فرضتها الحرب منذ فبراير 2022، لكنها لم تسفر عن وقف القتال أو فرض عقوبات جديدة على موسكو.
ووفق مصادر مطلعة، فإن ترامب أبدى استعداداً لدعم مقترح روسي لتعزيز الوجود العسكري شرق أوكرانيا، بينما يطالب بوتين بانسحاب القوات الأوكرانية من إقليم دونباس والتنازل الكامل عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك، إلى جانب تجميد المعارك في جبهتي خيرسون وزابوريجيا.
ويستعد ترامب لاستقبال نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الاثنين، بينما يرفض الأخير تقديم أي تنازلات إقليمية مؤكداً أن الدستور الأوكراني يمنعه من ذلك. زيلينسكي حذّر من أن رفض موسكو لوقف إطلاق النار “يعقّد الوضع”، رغم إعرابه عن الامتنان لدعوة واشنطن.
قادة أوروبا سيناقشون خلال اجتماعهم الضمانات الأمنية التي يمكن أن تُمنح لأوكرانيا ضمن أي اتفاق سلام محتمل. ترامب يقترح نظام ضمانات مشابه لما يقدمه حلف شمال الأطلسي، لكن دون انضمام كييف للناتو، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً مباشراً.
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أشارت إلى ضرورة وضع بند للأمن الجماعي يضمن دعم الولايات المتحدة وشركائها في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم جديد.
ميدانياً، يسيطر الجيش الروسي حالياً على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك معظم منطقة لوغانسك وأجزاء واسعة من دونيتسك، بينما لا تزال المدن الكبرى في زابوريجيا وخيرسون تحت سيطرة أوكرانيا.
ويبدو أن التخلي عن وقف إطلاق النار الفوري يخدم موسكو، إذ يمنحها وقتاً لمواصلة الهجوم وتوسيع نفوذها، لكن ترامب يعتبر أن الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام هو “أفضل طريقة لإنهاء الحرب”، مشيراً إلى أن اتفاقات وقف النار غالباً ما تنهار. كما لمح الرئيس الأميركي إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا سارت المحادثات المقبلة في الاتجاه الصحيح.
تعليقات 0