بدون إنترنت وممنوع التصوير والأوروبيين غير مرحب بهم.. ما مميزات السياحة في كوريا الشمالية

في منتجع يتّسع لـ20 ألف زائر، افتتح الموسم السياحي بـ15 ضيفاً فقط، في مشهد يعكس واقع السياحة في كوريا الشمالية، البلد الأكثر عزلة وغموضاً على الخريطة العالمية.

تجولت السائحة الروسية أناستازيا سامسونوفا في أرجاء منتجع «كالما» الفخم في وونسان المطلّة على بحر اليابان، فبدت المساحات الشاسعة شبه خالية، والطعام متوفّر، والمقاعد الموزّعة على الشاطئ كثيرة، لكن الزوار قليلون.

وافتتح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون المنتجع شخصياً قبل شهرين، وسط احتفالات بالمفرقعات والموسيقى، لكن مع فتح أبواب الفنادق والمطاعم أمام الزوّار، أعادت بيونغ يانغ تشديد القيود على دخول السياح بعد رفعها مؤقتاً عقب خمس سنوات من إغلاق الحدود بسبب جائحة «كورونا».

وحدهم السيّاح الروس سُمح لهم بالدخول، بينما تأجل استقبال الزوّار الأوروبيين دون توضيح الأسباب. قبل الجائحة، كان 350 ألف سائح يزورون كوريا الشمالية سنوياً، 90% منهم صينيون، أما الأوروبيون والأميركيون فلا يتجاوز عددهم 5 آلاف سنوياً.

يتطلب السفر إلى كوريا الشمالية الحصول على تأشيرة خاصة، تُعدّ وثيقة ورقية زرقاء مستقلة عن جواز السفر، ويتم تنظيم جميع مراحل الرحلة عبر وكالة رسمية معتمدة من السلطات، بدءاً من التأشيرة، مروراً بحجز الطيران والفندق، وصولاً إلى الجولات السياحية.

الوصول إلى بيونغ يانغ يتم عبر روسيا أو الصين فقط، عبر خطوط Air Koryo أو بعض الاستثناءات الصينية، وتفرض السلطات تفتيش الهواتف، ولا يتوفر الإنترنت للزوّار، مع إمكانية إجراء مكالمات دولية فقط عبر بطاقة «كوريولينك» المحلية.

الفنادق محدودة، ومعظمها في بيونغ يانغ، مثل فندقي «يانغاكدو» و«كوريو»، وتتميز بضخامتها وديكوراتها الملونة، مع مطاعم ومقاهي وملاهي كاريوكي، لكن الإنترنت غير متاح، والموسيقى الوطنية تصدح في الأروقة واللوبي.

الجولات السياحية منظمة بدقة، ولا يمكن لأي سائح التجوال بمفرده، ويُمنع التواصل الحر مع السكان المحليين أو تصوير أي مواقع عسكرية أو مظاهر الفقر، مع اقتصار التصوير على المواقع المسموح بها.

تشمل المواقع السياحية منتجعات التزلج في جبال البلاد، الحدائق المائية، محطة المترو في بيونغ يانغ، نصب مانسوداي، برج جوتشي، ساحة كيم إل سونغ، فضلاً عن الجبال الطبيعية مثل بايكتو وكومغانغ خارج العاصمة.

أما الأطعمة الشهيرة فتشمل «ناينغميون» من النودلز مع مرق اللحم والخضار، و«الكيمشي» الوطني من الملفوف المخلل مع التوابل، و«بيبيمباب» المكوّن من الأرز والخضار واللحم والبيض وصلصة الصويا، والتي تمنح الزائر تجربة طعام مغايرة لما اعتاد عليه في بلده.