منظمات إنسانية: غزة تتحول إلى مقبرة للأطفال ومحرقة لعمال الإغاثة

يتواصل المشهد الإنساني المأساوي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أطلقت أكثر من 200 منظمة إنسانية دولية تحذيرات غير مسبوقة من تفاقم الكارثة التي تضرب قطاع غزة، مع استمرار التهجير القسري للمدنيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحرمانهم من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.

وأكد التقرير المشترك لتلك المنظمات أن الأراضي الفلسطينية المحتلة باتت اليوم “أخطر مكان في العالم على عمال الإغاثة”، إذ إن 98% من وفيات فرق الإغاثة هم فلسطينيون، حيث استشهد 509 من أصل 517 عاملاً إنسانياً بين عامي 2023 و2025.

فيما كشفت منظمة أنقذوا الأطفال عن وفاة 100 طفل جوعاً منذ أكتوبر 2023 فقط، في مشهد وصفته المنظمات بأنه “أسوأ سيناريو للمجاعة في العصر الحديث”.

كما أدانت المنظمات ما وصفته بـ”المخطط الإسرائيلي القاتل” لتوزيع المساعدات، محذرة من إجراءات تسجيل جديدة تستهدف المنظمات غير الحكومية الدولية، مما قد يؤدي إلى شل العمليات الإنسانية خلال أسابيع قليلة.

ودعت إلى رفع الحصار فوراً، والعودة لآليات التنسيق الأممية، ووقف استهداف العاملين في مجال الإغاثة.

وفي تقرير صادم، أوضحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 1373 فلسطينيًا قضوا أثناء بحثهم عن الطعام منذ 27 مايو، بينهم 859 شهيداً قرب مخيمات النازحين و514 على طرق قوافل الإغاثة، بعدما فتحت قوات الاحتلال النار عليهم.

أما منظمة أطباء بلا حدود، فقد وصفت مراكز توزيع الأغذية التي تديرها ما يسمى بـ”مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية” بأنها “مواقع للقتل المنظم وإهانة للإنسانية”، مطالبة بإغلاقها فوراً.

وفي خطوة نادرة، بعثت مجموعة من المقررين الخاصين للأمم المتحدة رسالة رسمية للحكومة الإسرائيلية، أعربوا فيها عن قلق بالغ من أن القيود الجديدة على تسجيل المنظمات غير الحكومية تهدف إلى إضعاف العمل الإنساني وحقوق الإنسان، وتُعرّض آلاف الأرواح للخطر المباشر.