كشف غامض ببيرو: مومياوات ثلاثية الأصابع تثير جدلًا بين الفضائي والبشري

اكتشف حفار قبور في بيرو مجموعة من المومياوات المحنطة داخل كهف، تتميز بوجود ثلاثة أصابع فقط في اليد والقدم، ما دفع البعض إلى التكهن بأنها كائنات فضائية أو نوع بشري مجهول، بينما ذهب آخرون إلى احتمال أن تكون خدعة مدبرة، وفق ما نشر موقع صحيفة “Greek Reporter”.

اليوم، يخضع نحو عشرين مومياءً لتحليل علمي دقيق، حيث اكتشف الباحثون أن الأنسجة العضلية والأعضاء الداخلية محفوظة جيدًا، بما في ذلك حالة يُعتقد أنها كانت حامل وقت الوفاة.

وقال جيسي ميشيلز، مقدم بودكاست “الكيمياء الأمريكية”، خلال زيارته للموقع، إن البيانات الجينية تشير إلى أصول بشرية، موضحًا أن فحص الحمض النووي كشف عن طفرة في جين Gli3 المرتبط بمتلازمة تعدد الأصابع، وهي حالة معروفة منذ العصور القديمة في بيرو يمكن أن تفسر التشريح الغريب لهذه المومياوات.

وأوضحت ألينا هاردي، المتخصصة في المعلوماتية الحيوية، أن تحليل الحمض النووي أكد أن المومياوات بشرية في الأساس، رغم التلوث والتدهور الطبيعي للعينات القديمة، واستخلاص المادة الوراثية من العظام والعضلات سمح بإعادة بناء الملامح وفصل التسلسلات الأصلية عن البيانات غير الموثوقة.

وأبرزت النتائج حالة نادرة تُعرف بـ”متلازمة قدم النعام”، والتي تسبب فقدان الأصابع الوسطى في اليد أو القدم، مما جعل هذه المومياوات الثلاثية الأصابع أقرب إلى تفسيرات بشرية نادرة بدلاً من كونها فضائية.

ومع ذلك، اقترح بعض الباحثين احتمال وجود حالات هجينة، حيث تحتوي المومياوات الأكبر حجمًا على نحو 70% من الحمض النووي البشري، بينما يختلف الباقي عن التسلسلات المعروفة، ما يفتح الباب لنظريات حول تزاوج قديم بين أنواع بشرية مختلفة في آسيا وأفريقيا قبل آلاف السنين.