الإنسانية تحت الحصار.. أرقام صادمة عن مقتل عمال الإغاثة بين غزة والسودان

الإنسانية تحت الحصار ،ففي 19 أغسطس من كل عام، تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للعمل الإنساني، في ذكرى استشهاد 22 من موظفيها، بينهم الممثل الخاص للأمين العام في العراق، بالهجوم الدموي على فندق في بغداد عام 2003.
لكن احتفالية هذا العام تأتي محمّلة بجرس إنذار قاسٍ، بعدما تحولت الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى المكان الأكثر دموية بالنسبة للعاملين في مجال الإغاثة عالميًا.
ووفقًا لتقرير مشترك صادر عن نحو 200 منظمة إنسانية، فقد قُتل 509 من أصل 517 من عمال الإغاثة الفلسطينيين بين عامي 2023 و2025، أي بنسبة 98% من الضحايا، ما يجعل غزة مركز المأساة الأكبر.
الأرقام التي أعلنتها الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تكشف حجم الكارثة:
مقتل 383 عاملاً إنسانيًا عام 2024 فقط، بزيادة 31% عن 2023.
استشهاد 181 في غزة وحدها، و60 آخرين في السودان.
إصابة 308 عاملًا إنسانيًا، وخطف 125، واعتقال 45 خلال عام واحد.
الأشهر الثمانية الأولى من 2025 وحدها سجلت 265 ضحية جديدة حتى 14 أغسطس.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن “الهجوم على عمال الإغاثة هو هجوم على الإنسانية”، محذرًا من أن شريان الحياة لملايين المحاصرين في مناطق النزاعات يواجه خطر الانهيار، مع تزايد العنف ونضوب التمويل.
وأضاف: “القواعد موجودة، لكن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية”.
من جهته، شدد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، أن “هجومًا واحدًا على عامل إغاثة هو هجوم على المجتمع الإنساني كله”، واصفًا غياب المساءلة عن هذه الجرائم بأنه “إدانة مخزية للتقاعس الدولي”.
وفي مواجهة هذه الحقائق، يتجدد نداء الأمم المتحدة بضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني، تعزيز المساءلة، ووقف تدفقات الأسلحة إلى الأطراف التي تنتهك القانون الدولي الإنساني.
تعليقات 0