عزت أبو عوف.. طبيب اختار أن يعالج القلوب بالفن لا بالطب

يحيي الوسط الفني والجمهور، اليوم الخميس 21 أغسطس 2025، الذكرى الـ77 لميلاد الفنان الكبير عزت أبو عوف، الذي رحل عن عالمنا في الأول من يوليو 2019، لكنه ترك إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا في وجدان الملايين، من ألحان وأغانٍ ومسلسلات وأفلام وبرامج شكلت جزءًا أصيلًا من ذاكرة الفن العربي.

رغم تخرجه في كلية الطب، رفض أبو عوف أن يكون طبيبًا تقليديًا، وقرر أن يعالج القلوب بموسيقى وصوت وإبداع، فبدأ مسيرته الفنية في فرقة “بلاك كوتس” قبل أن يؤسس مع شقيقاته الأربع فرقة “الفور إم” في الثمانينيات، التي تحولت إلى أيقونة موسيقية حققت شهرة واسعة ورسخت اسمها في التاريخ الفني العربي.

عام 1992، طرق أبو عوف باب التمثيل بفيلم “آيس كريم في جليم”، لتتوالى بعدها أدواره المميزة في السينما والدراما، من بينها “عمر وسلمى” و”ظل الرئيس”، كما ترك بصمة واضحة في الإعلام بتقديمه برامج جماهيرية ناجحة مثل “هرم الأحلام” و”القاهرة اليوم”.

ينتمي أبو عوف إلى عائلة فنية راسخة؛ فهو ابن الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، وشقيق الفنانة مها أبو عوف، ووالد المخرجة مريم أبو عوف.

لم يكتفِ بالفن تمثيلًا وغناءً، بل ترك بصمته إداريًا حين تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2008، في فترة صعبة استطاع خلالها أن يحافظ على استمرارية المهرجان بفضل حكمته وحنكته.

ويُحسب له اكتشاف المواهب الشابة، حيث قدم المطرب محمد فؤاد في بداياته، كما ارتبط بعلاقات تعاون وصداقة قوية مع كبار نجوم الغناء مثل عمرو دياب وتامر حسني.

ورغم مسيرته المليئة بالنجاحات، لم تخلُ حياته من المحن، فقد عاش صدمات قاسية أبرزها وفاة زوجته فاتيما عام 2015، ما أثر على حالته الصحية والنفسية حتى رحل عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد معاناة مع المرض وعمليات جراحية معقدة.

يبقى عزت أبو عوف رمزًا فنيًا وإنسانيًا، طبيبًا عالج القلوب بالغناء، وفنانًا استمر صوته وصورته وإبداعه خالدًا رغم الغياب.