هل تنجح جوجل في كشف منهجية شاملة لقياس الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي؟

يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأحد أهم التقنيات التحويلية في القرن الحادي والعشرين، لكنه يثير تساؤلات متزايدة حول أثره البيئي، خاصة مع انتقال النماذج من ملايين إلى تريليونات المعاملات وزيادة استهلاك الطاقة والكربون والمياه.
وخلال جلسة مستديرة حضرها ممثلون عن «جوجل»، أبرزهم بارثا رانغاناثان وسافانا غودمان وبين تاونسند، أعلنت الشركة عن منهجية علمية شاملة لقياس استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية والمائية لنماذجها، خصوصاً عائلة «جيميناي».
أظهرت البيانات أن الاستعلام الواحد في «جيميناي» يستهلك نحو 0.24 واط/ساعة من الكهرباء، ويولد 0.03 غرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى 0.26 ملليلتر فقط من المياه، أي ما يعادل بضع قطرات.
وأوضحت «جوجل» أنها نجحت في خفض استهلاك الطاقة لكل استعلام بمقدار 33 مرة وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 44 مرة خلال عام واحد، بفضل ما تصفه بالنهج الكامل المتكامل الذي يجمع بين تحسين العتاد والبرمجيات والبنية التحتية.
وتؤكد الشركة أن المنهجية الجديدة تتجاوز الدراسات الجزئية السابقة، إذ تشمل الطاقة الديناميكية للنظام بالكامل، بما في ذلك الأجهزة الخاملة، والتبريد، وتوزيع الطاقة داخل مراكز البيانات. وتهدف «جوجل» إلى دفع القطاع نحو اعتماد مقاييس موحدة لقياس الأثر البيئي للتقنيات الحديثة.
كما أشارت الشركة إلى جهودها في تعويض استهلاك المياه العذبة بنسبة 120 في المائة واستخدام الموارد غير الصالحة للشرب في بعض مواقعها، إضافة إلى اعتماد وحدات المعالجة الخاصة «TPU Ironwood» الأكثر كفاءة، وبنية النماذج القائمة على «Transformer» و«Mixture-of-Experts» لتحقيق مكاسب في الكفاءة تصل إلى مائة مرة.
ورغم أن أثر الاستعلامات الفردية محدود، تؤكد «جوجل» أن التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي يستوجب استمرار تحسين الكفاءة لتجنب زيادة الانبعاثات العالمية، خاصة مع تقديرات تشير إلى أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد تقترب من بصمة قطاع الطيران الكربونية خلال سنوات قليلة.
وفي خطوة لافتة، توظف «جوجل» الذكاء الاصطناعي نفسه في تعزيز الاستدامة بمجالات أخرى، مثل مساعدة الطيارين على تجنّب المسارات الجوية التي تولد سحب التكاثف المسببة لاحتباس الحرارة.
وتأمل الشركة أن يدفع نشر هذه المنهجية إلى تعاون أوسع واعتماد معايير موحدة في الصناعة والأوساط الأكاديمية، مؤكدة أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يقاس فقط بجودة مخرجاته، بل أيضاً بمدى استدامة موارده.
تعليقات 0