تقرير أممي يربك خطط نتنياهو لغزة ويكشف تفاقم المجاعة

يتجه الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة لاحتلال مدينة غزة والمخيمات الوسطى ودير البلح، رغم معارضة داخلية لها، وذلك استجابة لتعليمات الحكومة.
وبينما يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المراوغة في ملف المفاوضات بطرح فكرة “الصفقة الشاملة”، تلقى ضربة سياسية جديدة بعد أن كشفت الأمم المتحدة في تقرير مرتقب عن وجود مجاعة فعلية في القطاع.
التقرير الذي أعدته منظمة “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” التابعة للأمم المتحدة، يصف الوضع في غزة بأنه “آفة مجاعة”، مشيراً إلى أن أكثر من 20 في المائة من السكان يعانون من الجوع وفقدان الأمن الغذائي، وأن وفيات بدأت تُسجل بسبب سوء التغذية.
ويرى خبراء في القانون الدولي بتل أبيب أن هذا الإعلان يمثل ضربة قاسية للسياسة الإسرائيلية، قد تفقدها شرعيتها دولياً وتطلق موجة ضغوط واسعة لوقف الحرب، ليس فقط في أوروبا بل حتى في الولايات المتحدة.
المفارقة أن هذه المنظمة نفسها كانت قد نفت في يوليو الماضي وجود مجاعة في غزة، وهو الموقف الذي استندت إليه إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد اتهامات باستخدام التجويع كسلاح. إلا أن المعطيات الجديدة غيّرت الصورة كلياً، بعدما فشلت التبريرات الإسرائيلية في إقناع المنظمة بغياب المجاعة، رغم التواصل المباشر معها وتزويدها بتقارير عن إدخال المساعدات.
في المقابل، حاولت إسرائيل الاستعداد لتداعيات التقرير عبر حملة إعلامية يقودها منسق شؤون الحكومة في الأراضي المحتلة الجنرال غسان عليان، تتضمن أفلاماً دعائية تبرز الجيش وهو يضمن عمل المخابز وتوفير الخبز والحلويات.
لكن خبراء القانون الدولي، وفق صحيفة “معاريف”، أكدوا أن هذه الحملة محكوم عليها بالفشل، وأن أوروبا ستقود معركة سياسية ضد إسرائيل، فيما قد تتأثر الإدارة الأميركية نفسها بهذه الضغوط.
في الداخل الإسرائيلي، تتصاعد الانتقادات لنتنياهو مع اتهامات متكررة له بتخريب صفقات التبادل لأغراض سياسية وشخصية.
منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين اتهمه بإفشال فرص إطلاق سراح أسرى لدى “حماس”، بينما كشفت تقارير إعلامية عن شهادات لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين سابقين أكدوا أن رئيس الوزراء عرقل أكثر من اتفاق جاهز للتوقيع. حتى بعض ضباط الاحتياط الذين يستعدون للانخراط في العملية العسكرية على غزة تساءلوا علناً عن جدوى المخاطرة بحياتهم، وما إذا كانت العملية لحماية إسرائيل أم لإنقاذ الحكومة.
تعليقات 0