الأشمونين.. مدينة الثمانية التي جمعت الفراعنة والبطالمة والأقباط في قلب المنيا

تحظى محافظة المنيا بلقب “عروس الصعيد” ليس فقط بطبيعتها الخلابة، بل بتنوع كنوزها الأثرية التي تمتد من العصر الفرعوني حتى الإسلامي، لتجعل منها قبلة للسائحين من مختلف أنحاء العالم.
فمن تونا الجبل وتل العمارنة جنوبًا، إلى كهف العائلة المقدسة في الوسط، وصولًا إلى البهنسا شمالًا حيث يرقد شهداء الفتح الإسلامي، تتوزع ملامح التاريخ على أرض المنيا.
وفي قلب هذه الكنوز، تتربع منطقة الأشمونين الأثرية، الواقعة غرب النيل وعلى بُعد نحو 8 كيلومترات من مدينة ملوي، لتروي قصة مدينة عاشت آلاف السنين، وحملت أسماءً متعددة تعكس عصورها:
خمنو الفرعونية
شمنو القبطية
هيرموبوليس الإغريقية
الأشمونين العربية
اشتهرت الأشمونين بأنها المركز الرئيسي لعبادة الإله جحوتي (تحوت)، إله الحكمة والصدق، وعاصمة الإقليم الخامس عشر المعروف بإقليم الأرنب. وما زالت المنطقة تحتفظ بأثرين نادرين: أكبر تمثالين لقرد البابون، رمز الحكمة، القابعين أمام معبد أمنحتب الثالث.
قسّمها المؤرخون إلى قسمين:
أشمون الغربية: “تونا الجبل” أو مدينة الموتى.
أشمون الشرقية: مدينة الأحياء حيث المعابد والقصور.
رغم قسوة المناخ والزمان، لا تزال أطلال الأشمونين شاهدة على تعاقب الحضارات:
معبد جحوتي (معبد الصدق)
معبد رمسيس الثاني
معبد سيتي الثاني
معبد فيليب أرهيديوس
البازيليكا اليونانية التي تحولت إلى كنيسة في العصر القبطي
هنا، في هذه البقعة التي جمعت الفراعنة والبطالمة والرومان والأقباط والمسلمين، تتجسد أسطورة مدينة لم تفقد بريقها رغم مرور آلاف السنين، لتبقى الأشمونين شاهدًا حيًا على عظمة مصر وتنوع هويتها الحضارية.
تعليقات 0