28 أغسطس 2025 12:12
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ليبيا.. نهاية زمن “أمراء الحرب”: بين رصاص الاغتيال وقيود العدالة الدولية

ليبيا.. نهاية زمن أمراء الحرب ، فبعد سنواتٍ من النفوذ المطلق والسطوة على القرار السياسي والأمني، يجد قادة المجموعات المسلحة في ليبيا أنفسهم محاصرين في “زاوية الخطر”، تتناوب عليهم رصاصات الغدر من الداخل وضغوط العدالة من الخارج.

وجاءت محاولة اغتيال معمر الضاوي، آمر الكتيبة 55 مشاة، لتعيد فتح ملف تحولات المشهد الأمني، حيث يتهاوى نفوذ “أمراء الحرب” أمام انهيار التحالفات وتزايد الملاحقات القضائية.

يرى خبراء أن موازين القوى انقلبت رأسًا على عقب بعدما تفكك التحالف الذي جمع قادة المجموعات المسلحة مع حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ 2021.

فذلك التحالف منحهم حينها غطاءً سياسيًا و”شرعية مؤقتة” مكنتهم من الإفلات من المحاسبة، رغم تورطهم في جرائم القتل والتعذيب وتهريب البشر والوقود.

لكن مطلع هذا العام، بدأت أوراق اللعبة تتغير؛ فالدبيبة الذي وصفهم سابقًا بـ«أبناء الشعب» عاد ليحذر من تحولهم إلى «دولة داخل الدولة»، في إشارة إلى طموح بعضهم في السيطرة على مؤسسات سيادية وانتزاع سلطته.

المشهد ازداد تعقيدًا بعد اغتيال عبد الغني الككلي (غنيوة)، رئيس جهاز دعم الاستقرار، ما أدخل طرابلس في “هدنة هشة” بين القوات الموالية للحكومة وعناصر جهاز الردع.

وفي المقابل، تحركت المحكمة الجنائية الدولية بقوة؛ فأصدرت مذكرة توقيف بحق أسامة نجيم بتهم جرائم حرب، فيما أُلقي القبض في ألمانيا على القيادي خالد الهيشري.

وبحسب محللين، يوظف الدبيبة هذه المذكرات كورقة ضغط ضد خصومه، ليجد قادة المجموعات المسلحة أنفسهم بين مطرقة العدالة الدولية وسندان التصفية الداخلية.

يؤكد وزير الدفاع الأسبق محمد البرغثي أن اغتيال الككلي، ومذكرات التوقيف الدولية، سددت ضربة قوية لصورة “أمراء الحرب”، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد موجة من الاغتيالات المتبادلة، خصوصًا بين قيادات الصف الثاني الساعية إلى وراثة النفوذ والثروة.

فيما يرى الناشط حسام القماطي أن الدبيبة لا يحارب الميليشيات بجدية، بل يستخدم هذه الحرب لتصفية خصومه فقط، بينما يترك آخرين في مواقع حساسة.

أما الحقوقي طارق لملوم فيصف الوضع بأنه “مرحلة فارقة”، حيث لم يعد هؤلاء القادة يخشون السفر للخارج فحسب، بل أصبحوا سجناء مناطق نفوذهم، مهددين في كل لحظة بالاغتيال أو الاعتقال والتسليم للخارج.