اكتشاف أثري ضخم في جنوب سيناء: ميناء تاريخي يعود إلى 3 عصور كبرى

أعلنت بعثة المجلس الأعلى للآثار عن العثور على بقايا ميناء أثري في منطقة الكيلاني بمدينة الطور، يعود إلى العصر المملوكي، مع دلائل واضحة على امتداد استخدامه عبر العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية، وذلك بعد أعمال حفائر استمرت على مدار شهرين متواصلين.

وكشفت التنقيبات عن حجرات وحوائط لمبانٍ قديمة شُيدت بالطوب اللبن والأحجار، إلى جانب بقايا معمارية تشير إلى نشاط تجاري واسع ارتبط بالبحر الأحمر، ما يضع مدينة الطور في قلب طرق التجارة العالمية القديمة.

أوضح الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن تل الكيلاني يُعد بمثابة مجمع حضاري متكامل، حيث يضم ديرًا وجامعًا وميناءً، وهو مسجل كأرض أثرية منذ عام 1996.

وأضاف أن الميناء لعب دورًا محوريًا في التجارة الدولية، إذ كانت سفن البندقية والسفن الأوروبية ترسو فيه، وقد أسس سلاطين المماليك مباني خاصة بموظفي الجمارك والحاميات العسكرية.

وأشار ريحان إلى وجود دير القديس جاورجيوس في الجزء الشرقي من التل، وجامع الكيلاني (أو الجيلاني) في الجزء الجنوبي، إلى جانب منازل فريدة مبنية بالكامل من الأحجار المرجانية، كانت تُستخدم لإسكان عمال الميناء والصيادين، بل وتحولت بعض هذه المنازل إلى قنصليات أوروبية في ذلك الوقت.

من جانبه، أكد أيمن الفرماوي، مدير الآثار بجنوب سيناء، أن هذا الكشف يثري خريطة المواقع الأثرية في المحافظة، ويبرز الطور كمركز تجاري مزدهر عبر العصور.

ويُعتبر الميناء المكتشف بمثابة شاهد تاريخي على تلاقي الحضارات في جنوب سيناء، ودليلًا على الدور الاستراتيجي الذي لعبته الطور كمحطة للتبادل التجاري والثقافي والديني عبر القرون.