10 سبتمبر 2025 18:25
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

سيد درويش.. ثائر الفن الذي جعل الشارع يغني

في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى رحيل سيد درويش، الفنان الذي لم يكن مجرد صوت أو ملحن، بل رمز لثورة فنية واجتماعية صنعت وجدان المصريين، ونقلت أحلام الناس ومعاناتهم من الأزقة والمقاهي إلى خشبة المسرح والميادين العامة.

نشأة سيد درويش
وُلد سيد درويش في الإسكندرية، في حي شعبي كان مرآةً لحياة العمال والصيادين وأهل الذكر، هناك التقط أصوات الناس وحكاياتهم، ليصوغ منها ملامح موسيقاه الخاصة بعيدًا عن المعاهد الأكاديمية، فكانت المدرسة الأولى له هي الشارع نفسه.

لم يكن سيد درويش مجرد ملحن تقليدي، فقد تمرد على الأشكال الكلاسيكية للأغنية العربية، وفتح الباب أمام لغة جديدة في الموسيقى، لغة الشعب.

غنى للحرية، للثوار، للعمال، للمرأة، للفرح اليومي وللألم البسيط. كانت ألحانه مقالات صحفية تكتب بالنوتة الموسيقية، تسرد هموم الناس وتنقل نبض المجتمع المصري في بدايات القرن العشرين.

رحيله وإرثه
رحل سيد درويش في عمر الـ31 فقط، لكن تأثيره ظل ممتدًا، إذ تحولت ألحانه إلى أساسات صلبة بني عليها جيل كامل من الموسيقيين العظام، مثل محمد عبد الوهاب وزكريا أحمد، وحتى أم كلثوم التي تأثرت بفنه في بداياتها.

واليوم، وبعد مرور أكثر من مئة عام، لا تزال أغنياته تُردد في الشوارع والاحتفالات والبيوت، حاملة نفس الصدق والبساطة التي وُلدت بها.

لقد غنى سيد درويش من قلب الناس لا من برجٍ عاجي، ومن هنا جاء سر خلوده، إذ بقيت موسيقاه قريبة من الوجدان، حية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.