10 سبتمبر 2025 18:39
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

احتجاجات واسعة تشل الحركة في باريس ومدن فرنسا

اندلعت صباح اليوم الأربعاء احتجاجات حاشدة في العاصمة الفرنسية باريس وعدد من المدن الكبرى، ضمن تحرك شعبي اتخذ شعار “لنعطل كل شيء”، حيث حاول المتظاهرون إغلاق محاور المرور الرئيسية وشل حركة النقل والمواصلات، إلى جانب تنظيم مسيرات وإضرابات متفرقة.

وحسب ما أوردته صحيفة لوموند الفرنسية، أعلن وزير الداخلية المستقيل برونو ريتايو حشد نحو 80 ألف شرطي، بينهم ستة آلاف داخل باريس وحدها، مؤكدًا أن السلطات لن تسمح بعمليات الإغلاق أو تعطيل المرافق الحيوية.

في منطقة هيلين بوشيه شرق العاصمة، عمد المحتجون إلى إشعال حاويات قمامة وإغلاق Cours de Vincennes قبل أن يتوجهوا نحو Porte de Vincennes، غير أن الشرطة تصدت لهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، قبل إعادة فتح الطريق وإخماد الحرائق. كما حاولت مجموعات أخرى إغلاق مداخل ومخارج الطريق الدائري عند *Porte de Montreuil* باستخدام حواجز البناء، لكن قوات الأمن تدخلت سريعًا وأبعدتهم.

وتجمع لاحقًا نحو 500 شخص أمام مقر نقابة CGT وسط أجواء يغلب عليها الطابع الاحتفالي على وقع الموسيقى، في حين استمرت احتجاجات طلاب المدارس الثانوية في مناطق أخرى من العاصمة.

وفي مدينة روديز جنوب فرنسا، أقام العشرات من النقابيين والناشطين السابقين في حركة السترات الصفراء حواجز جزئية ووزعوا منشورات ضد السياسات الحكومية، لكن ضعف أعدادهم حال دون شل حركة المرور.

أما في مرسيليا، فانطلقت مسيرات من Porte d’Aix نحو مقر شركة CMA CGM العملاقة، رافعة شعارات ضد أرباح الشركات الكبرى، لتتدخل قوات مكافحة الشغب وتمنع تقدمهم نحو محطة سان شارل باستخدام الغاز المسيل للدموع، فيما أشعل المحتجون حاويات قمامة في بعض الشوارع وعطلوا حركة الترام.

وأعلنت شرطة باريس صباح اليوم توقيف 65 شخصًا على خلفية محاولات إغلاق الطرق، بينما أشارت قوات الدرك إلى عشر عمليات إغلاق على مستوى البلاد، من بينها الطريق السريع A10 قرب بواتييه.

ورغم هذه التحركات، أوضحت شركة النقل في باريس أن حركة المترو والـRER شبه طبيعية مع بعض الاضطرابات المحدودة، فيما واصلت شركة السكك الحديدية SNCF تقليص بعض الخطوط الإقليمية دون تأثر قطارات الـTGV، كما لم تسجل أي اضطرابات في المطارات.

وأكدت لوموند أن هذه الحركة التي انطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتفتقر إلى قيادة واضحة، تعيد للأذهان أجواء احتجاجات السترات الصفراء، لكنها تبدو أكثر شبابية وتوجهًا سياسيًا، خاصة أنها جاءت بعد إقالة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو وتعيين سيباستيان لوكورنو خلفًا له، ما أضاف بعدًا سياسيًا إضافيًا لغضب الشارع المرتبط أساسًا بارتفاع تكاليف المعيشة.