“ضي.. سيرة أهل الضي” رحلة بصرية مؤثرة تتعثر أمام سيناريو مرتبك

انطلق مطلع سبتمبر عرض فيلم “ضي.. سيرة أهل الضي” الذي يجسد بطولة أسيل عمران وإسلام مبارك وحنين سعيد والطفل بدر محمد، بمشاركة ضيوف شرف كُثر، وهو من تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي.
يروي الفيلم حكاية الطفل النوبي ضي، المصاب بالمهق، والذي يعاني من التنمر والتمييز لكنه يمتلك موهبة غنائية تدفعه لخوض رحلة من أسوان إلى القاهرة للانضمام إلى برنامج مواهب، وسط تحديات ومخاطر ترافق عائلته ومدرسته
الفيلم ينتمي إلى أفلام الطريق التي تجعل من الرحلة مساحة لاكتشاف الذات والهوية أكثر من مجرد انتقال جغرافي، وقد ركز العمل على البنية العاطفية للعلاقات الأسرية، حيث كشفت الرحلة عن صراعات الحب والسيطرة والغيرة بين ضي وأمه وشقيقته
إبداع الصورة كان أحد أبرز عناصر الفيلم، إذ قدّم مدير التصوير عبد السلام موسى لقطات مبهرة بتكوينات وألوان متناسقة، غير أن هذا البعد البصري لم يرتبط على نحو كافٍ بتطور الأحداث، فبدا أحيانًا جمالاً منفصلًا عن الدراما.
أما السيناريو، فقد مثل الحلقة الأضعف بالعمل، معتمداً على أزمات مفتعلة ومبالغات غير منطقية، مثل قرار السفر بالسيارة بدلاً من القطار رغم خطورة ذلك على صحة الطفل، أو انتظار الأم لصندل بضائع في الأقصر بشكل غير واقعي، فضلاً عن تكرار تفاصيل غير موظفة مثل غياب الأب دون أن يكون لها أثر درامي.
وزاد من ارتباك السرد الإفراط في الاستعانة بضيوف الشرف دون مبررات فنية واضحة، مثل ظهور أمينة خليل في مشهد بلا حوار أو تأثير على الحدث.
ورغم هذه الملاحظات، استطاع الفيلم أن يخلق حالة وجدانية عميقة بفضل المزج بين الصورة والموسيقى المؤثرة، وصوت الناي الذي أضفى بعدًا شعوريًا جعل الجمهور متعاطفًا مع رحلة ضي، ليبقى الفيلم تجربة مؤثرة بصريًا ووجدانيًا، حتى وإن تعثر في سيناريوه.
تعليقات 0