مبادرة لوقف القتال في السودان وعقوبات أميركية جديدة

أعلنت مصر  والسعودية والولايات المتحدة والإمارات في بيان مشترك عن دعوة لهدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر في السودان لتسهيل وصول المساعدات العاجلة للسكان المتضررين على أن تشكّل هذه الخطوة تمهيداً لوقف شامل لإطلاق النار في البلاد التي تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم

وأكد وزراء خارجية الدول الأربع أن الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع يهدد الأمن والسلام الإقليميين ويزيد من معاناة المدنيين وشددوا على أن مستقبل السودان يجب أن يُبنى عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة يقودها الشعب بعيداً عن هيمنة أي طرف مسلح كما دعوا إلى حماية المدنيين ووقف الاعتداءات العشوائية على البنية التحتية وتسهيل مرور المساعدات عبر مختلف الطرق

وأوضح البيان أن الهدنة الإنسانية المقترحة ستكون بداية لمسار يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم يعقبه خلال تسعة أشهر انتقال سياسي ينتهي بتشكيل حكومة مدنية ذات شرعية واسعة كما شدد الوزراء على ضرورة إنهاء الدعم العسكري الخارجي للأطراف المتحاربة كونه سبباً رئيسياً في استمرار الحرب وزعزعة الاستقرار

وفي السياق نفسه أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم وكتيبة البراء بن مالك بتهمة المشاركة في الحرب والتعاون مع إيران مشيرة إلى أن هذه الخطوة تستهدف تقليص نفوذ الإسلاميين داخل السودان والحد من أنشطة طهران الإقليمية كما رفض البيان المشترك أي دور لجماعة الإخوان المسلمين أو القوى المرتبطة بها في مستقبل البلاد

بالتوازي مدّد مجلس الأمن الدولي بالإجماع الحظر المفروض منذ 2005 على إدخال الأسلحة إلى إقليم دارفور لعام إضافي حتى سبتمبر 2026 معبراً عن قلقه من استمرار العنف والنزوح الجماعي بينما عارضت روسيا توسيع نطاق الحظر ليشمل مناطق أخرى مثل كردفان

وتستمر الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حيث أسفرت المعارك عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتشريد ملايين المدنيين مما جعل البلاد ساحة لإحدى أخطر الأزمات الإنسانية الراهنة