تقرير إسرائيلي يتوقع وصول عدد المعاقين بجيش الاحتلال لـ 100 ألف بحلول 2028

تشهد إسرائيل أزمة غير مسبوقة في ملف الجرحى العسكريين، بالتزامن مع مرور عامين على العدوان على قطاع غزة، حيث أزاحت وزارة الدفاع الإسرائيلية الستار عن معطيات صادمة تعكس حجم التحديات الطبية والنفسية، بما يتجاوز حدود العلاج إلى أبعاد اجتماعية وسياسية تهدد بنشوب أزمة ثقة عميقة بين الجنود والدولة.
ووفق تقرير رسمي صادر عن الوزارة، استقبل قسم التأهيل نحو 20 ألف جريح جديد خلال العامين الماضيين، وسط توقعات بارتفاع عدد المعاقين في صفوف الجيش إلى 100 ألف بحلول عام 2028، وهو ما يكشف بوضوح طول أمد الصراع واتساع رقعة الإصابات الجسدية والنفسية.
الأزمة لا تتوقف عند الأرقام، بل تمتد إلى القدرة المحدودة لمنظومة العلاج العسكري، إذ يبلغ المعدل الحالي معالج واحد لكل 750 جريحًا، وهي نسبة وصفتها وزارة الدفاع بـ “غير المعقولة”.
ورغم تجنيد 3 آلاف معالج إضافي في الفترة الأخيرة، إلا أن الفجوة لا تزال واسعة، ما أثار تساؤلات عن قدرة المنظومة على الاستجابة الفعلية للاحتياجات المتزايدة.
وتكشف الأرقام عن مأساة مضاعفة للمصابين نفسيًا، حيث إن 55% من الجرحى يعانون من اضطرابات نفسية أبرزها اضطراب ما بعد الصدمة، فيما لم يتمكن سوى أقل من نصفهم من العودة إلى العمل، مقارنة بـ67% من المصابين جسديًا.
وتزداد الأزمة تعقيدًا مع النقص الحاد في الأطباء النفسيين، إذ تصل فترة الانتظار للحصول على جلسة علاج نفسي إلى ما بين 3 و4 أشهر في المتوسط، وهي فجوة زمنية خطيرة بالنسبة للجنود العائدين من ساحات القتال في حالات حرجة.
وزارة الدفاع حذرت من أن الوضع يتطلب استنفارًا على مستوى الدولة، مشددة على ضرورة إشراك المؤسسات المدنية في مواجهة التحدي، في ظل النقص الكبير بالكوادر المؤهلة للعلاج الطبيعي والنفسي.
ومع ذلك، تظل أبرز العقبات متمثلة في عمل اللجان الطبية المسؤولة عن تحديد نسب الإعاقة والاعتراف الرسمي بالمصابين، حيث تتزايد شكاوى الجرحى من تعقيد الإجراءات وتأخر البت في ملفاتهم، مما ينذر بأزمة ثقة متفاقمة.
ويأتي هذا التقرير في وقت تواجه فيه إسرائيل استنزافًا متصاعدًا لمواردها البشرية والعسكرية، وسط ضغوط متواصلة على الجبهة الداخلية.
الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات مصيرية حول مدى جاهزية الدولة للتعامل مع التداعيات طويلة المدى للحرب، ليس فقط ميدانيًا، بل على مستوى معالجة جراح الجنود الذين يعودون بأجساد مثقلة ونفوس محطمة.
تعليقات 0