انسحاب أسلحة ثقيلة للنظام وتقارير عن تسليح إسرائيلي لآلاف الميليشيات في السويداء

دخل الجنوب السوري مرحلة جديدة من التوتر الميداني والسياسي، بعد أن كشفت مصادر متقاطعة عن تحولات خطيرة في موازين القوى بمحافظة السويداء، حيث أكدت وكالة رويترز أن إسرائيل تقوم منذ أشهر بـتسليح وتمويل أكثر من 3 آلاف عنصر من الميليشيات الدرزية، عبر تزويدهم بالأسلحة ودفع رواتب شهرية منتظمة، في خطوة اعتبرها مراقبون تدخلًا مباشرًا قد يغيّر قواعد اللعبة في سوريا.

وفي المقابل، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري سوري أن النظام قام بإخلاء أسلحة ثقيلة من جنوب البلاد، موضحًا أن العملية بدأت قبل نحو شهرين، عقب الاضطرابات العنيفة التي هزّت السويداء، والتي اتسمت بصدامات دامية واحتجاجات واسعة على خلفيات اجتماعية واقتصادية وسياسية.

التقارير أشارت أيضًا إلى أن الدعم الإسرائيلي لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يشمل ترتيبات أمنية أوسع قد يجري التباحث حولها بوساطة أمريكية، ما يعكس أن ملف السويداء لم يعد شأنًا داخليًا سوريًا، بل بات جزءًا من صراع إقليمي معقّد يهدد بتفجير الجنوب على نحو غير مسبوق.

ويرى خبراء أن هذه التطورات قد تضع المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة، تبدأ من تفكك القبضة الأمنية للنظام في الجنوب، مرورًا بتعزيز النفوذ الإسرائيلي قرب الحدود السورية – الإسرائيلية، وصولًا إلى احتمالات مواجهة أوسع تشمل أطرافًا إقليمية ودولية، الأمر الذي ينذر بـمخاطر استراتيجية على استقرار سوريا والمنطقة برمتها.