17 سبتمبر 2025 04:44
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

التنمية حصن مصر الاستراتيجي لصد أطماع إسرائيل في سيناء

تُجمع آراء مسؤولين وشيوخ قبائل وخبراء على أن التنمية الشاملة في سيناء تمثل السلاح الأقوى لمصر في مواجهة أطماع إسرائيل التوسعية، لاسيما في ظل إحياء اليمين المتطرف داخل إسرائيل لفكرة “إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات.

ويؤكد هؤلاء أن السبيل الأمثل لإحباط أي مخطط يستهدف سيناء يتمثل في تسريع وتيرة التنمية، إزالة العراقيل الإدارية، وتوفير فرص عمل جذابة قادرة على جذب ملايين المصريين للاستقرار في شبه الجزيرة، بما يحولها إلى سد بشري واستراتيجي على الجبهة الشرقية.

شيخ مشايخ سيناء، عبد الله جهامة، شدد على أن التنمية هي الضمانة الحقيقية ضد الأطماع الإسرائيلية، مشيراً إلى مشروعات ضخمة كزراعة مئات الآلاف من الأفدنة وتطوير الموانئ وربطها بشبكات سكك حديد.

وأوضح أن الأولوية تكمن في رفع الكثافة السكانية عبر خطة طموحة تستهدف توطين 5 ملايين مواطن كمرحلة أولى، مؤكداً أن الفراغ السكاني يظل التحدي الأكبر.

وفي السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن القوة العسكرية وحدها غير كافية، وأن التنمية الشاملة هي الطريق الوحيد لحماية سيناء على المدى الطويل، مستهدفاً وجود 8 ملايين مواطن داخلها بحلول عام 2050.

ورغم الإنجازات، يقر خبراء بوجود معوقات تعرقل التنمية، مثل القيود البيروقراطية وصعوبة الاستثمار، فضلاً عن مشكلات تتعلق بملكية الأراضي وتراخيص البناء. ورأى بعضهم أن تحقيق حلم التنمية يتطلب جذب استثمارات كبرى، خصوصاً في قطاعي الصناعة والتعدين، إلى جانب إقامة مصانع وشركات قادرة على خلق وظائف حقيقية، بما يحول سيناء إلى مركز عمراني وصناعي وزراعي متكامل.

وتشير تقارير حكومية إلى أن الدولة أطلقت منذ 2014 خطة تنموية ضخمة تجاوزت قيمتها 600 مليار جنيه، شملت مئات المشروعات في البنية التحتية والزراعة والتعليم والصحة، مع استهداف استصلاح 450 ألف فدان وتدشين مجتمعات تنموية وزراعية جديدة.

كما دشنت الحكومة عام 2023 خطة استثمارية جديدة بقيمة 400 مليار جنيه داخل شمال سيناء، لتحويلها إلى مركز لوجيستي وصناعي وسياحي.

ويرى خبراء أن سيناء بما تزخر به من ثروات طبيعية وموقع استراتيجي مطل على قناة السويس، تملك المقومات الكافية لتصبح ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، إذا ما تم استغلال مواردها التعدينية والزراعية والسياحية بالشكل الأمثل.

بينما يعتبر شيوخ القبائل أن التوطين الكثيف يمثل السد البشري الأهم، في وقت يؤكد فيه قادة عسكريون سابقون أن الدولة تنفذ بالفعل مشاريع استراتيجية كبرى من أنفاق وشبكات طرق وموانئ وجامعات، تهدف إلى رفع تعداد سكان سيناء لمستويات كفيلة بإحباط أي أطماع إسرائيلية مستقبلية.