“جوانا”.. رحلة ميدفست مصر إلى أعماق النفس البشرية

في محطة جديدة من محطات مهرجان “ميدفست مصر”، واصل البرنامج السينمائي رحلته في استكشاف دهاليز النفس البشرية عبر مجموعة من الأفلام التي تطرح أسئلة أكثر مما تقدم إجابات.

وجاء البرنامج الرابع بعنوان “جوانا”، ليعرض ستة أفلام من فرنسا والنمسا ومصر وكوريا وسويسرا وكندا، اجتمعت جميعها على الغوص في الصوت الداخلي للإنسان، رغم اختلاف لغاتها وأساليبها الفنية بين الرسوم المتحركة والتسجيلية والروائية.

الأفلام حملت الجمهور إلى عوالم الصدمات والذكريات والقلق والتوتر، وحتى الغرف المغلقة داخل عقل مريض في غيبوبة. تباينت التجارب بين بساطة معقدة في فيلم “كوما” الفرنسي، ومحاولات للهروب من ماضٍ يثقل الحاضر في “ما يحدث في حياة نادين” المصري، وصولًا إلى رحلة الخيال والحرية البصرية في أفلام الرسوم المتحركة مثل “برسونا” و”في الانتظار”.

أعقب العروض جلسة نقاشية شارك فيها المخرجة مريم أحمدي والممثل صدقي صخر والطبيب النفسي مصطفى الطنطاوي والمبرمج أحمد نبيل، حيث أجمعوا على أن السينما تستطيع أن تكون مرآة لأسئلتنا الوجودية، وأن الطب النفسي شريك أساسي لصناع الأفلام في مواجهة المشاهد القاسية والرحلات الداخلية للشخصيات.

منذ انطلاقه عام 2017، يواصل “ميدفست مصر” المزج بين الفن والطب النفسي في تظاهرة فريدة تجمع صناع السينما والأطباء والجمهور، ليؤكد أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل مساحة لفهم الذات والآخر، وميدانًا للتعبير عن التحديات الإنسانية التي تواجهنا جميعًا.