21 سبتمبر 2025 13:02
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بداية عام دراسي جديد.. انضباط وزيارات ميدانية وخطط لجعل المدرسة بيتًا جاذبًا للطلاب

مع إشراقة صباح الأحد 21 سبتمبر 2025، دقت أجراس المدارس في جميع محافظات مصر معلنة انطلاق العام الدراسي الجديد 2025/2026، وسط مشهد يعكس مزيجًا من الحماس والانضباط والتطلعات إلى تعليم عصري يواكب متغيرات العصر.

منذ اللحظة الأولى، حرصت المدارس على تنظيم دخول الطلاب والتأكيد على الالتزام بالزي المدرسي، ثم اصطف الجميع في طابور الصباح لتحية العلم، في أجواء وطنية تتخللها رسائل تحفيزية من إدارات المدارس، تدعو الطلاب للجد والاجتهاد والالتزام اليومي، والتعامل مع المدرسة باعتبارها بيتًا ثانيًا يجب الحفاظ عليه.

في مدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة، اتخذ الطابور طابعًا احتفاليًا مميزًا؛ حيث شارك الطلاب في إذاعة صباحية بدأت بتلاوة القرآن الكريم، أعقبها عرض عسكري لطلاب الشرطة العسكرية، في حين تزينت الفصول بالبالونات والرموز التعبيرية لإدخال البهجة في نفوس الطلاب وتشجيعهم على الانتماء والتفوق.

وزارة التربية والتعليم شددت من جانبها على أن العام الجديد لن يكون مجرد بداية تقليدية، بل انطلاقة مختلفة نحو الانضباط والتطوير، حيث أكدت أن القيادات التعليمية يتابعون انتظام الدراسة ميدانيًا من المدارس، مع ضمان توفير الكتب لجميع الطلاب دون ربطها بالمصروفات الدراسية.

كما أعلنت الوزارة عن توزيع كتاب “التقييمات” الجديد، الذي يضم أسئلة متنوعة لتشجيع المعلمين على تنويع طرق قياس مستوى الطلاب.

التوجيهات شملت أيضًا تعزيز الأنشطة الطلابية وتوزيع الطلاب بما يضمن سلامتهم، خاصة في الصفوف الأولى، إلى جانب إنهاء أزمة العجز في المعلمين لضمان وجود مدرس داخل كل فصل، مع تطبيق صارم للائحة الانضباط المدرسي.

الحدث الأبرز تمثل في جولة وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف بمحافظة القليوبية، حيث تفقد مدرسة الشيماء الثانوية بنات، وأجرى حوارًا مباشرًا مع الطالبات داخل الفصول، مستعرضًا ملامح الخطة التعليمية الجديدة.

الوزير أعلن رسميًا بدء تدريس مادة البرمجة لطلاب الصف الأول الثانوي، باعتبارها خطوة استراتيجية لمواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي، وأكد أن هذه المادة هي بوابة الطلاب إلى المستقبل الرقمي.

كما استعرض الوزير ملامح نظام البكالوريا الجديد الذي ستطبقه الوزارة تدريجيًا، بهدف تطوير منظومة التقييم وربطها بالمعايير الدولية.

انطلاقة هذا العام الدراسي تحمل إذن أكثر من مجرد عودة للمدارس؛ فهي بداية لمرحلة انتقالية في التعليم المصري، حيث يلتقي الانضباط الكلاسيكي بتجربة الطابور الصباحي، مع مسارات حديثة تقود الطلاب نحو برمجة وذكاء اصطناعي وبكالوريا، في مشهد يكشف كيف تحاول المنظومة التعليمية في مصر أن تضع أقدامها على أعتاب المستقبل دون أن تتخلى عن جذورها التقليدية.