22 سبتمبر 2025 00:41
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بعد اعتراف دول كبرى بالدولة الفلسطينية.. حكومة نتنياهو في مرمى نيران المعارضة الإسرائيلية

أحدثت الخطوة التي اتخذتها كل من بريطانيا وأستراليا وكندا بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية صدى واسعاً داخل إسرائيل، إذ أشعلت جدلاً سياسياً عميقاً بين أطياف المعارضة والحكومة، وفتحت الباب أمام أزمة جديدة تتجاوز حدود السياسة الداخلية لتضرب صورة إسرائيل الخارجية وتضع حكومة بنيامين نتنياهو في مرمى نيران المنتقدين.

رئيس المعارضة يائير لابيد اعتبر أن هذا الاعتراف الأحادي يمثل كارثة سياسية من العيار الثقيل وخطوة سيئة لا تخدم إلا ما وصفه بالإرهاب، مؤكداً أن حكومة إسرائيلية فاعلة كانت لتتمكن من منع هذه التطورات عبر إدارة حوار دبلوماسي مهني وذكي، يقدم رواية واضحة للمجتمع الدولي ويحول دون مثل هذا التحول الكبير.

وأضاف لابيد أن الحكومة التي جلبت على إسرائيل أخطر كارثة أمنية في تاريخها تسير بها الآن إلى أعمق أزمة سياسية على الإطلاق.

أما رئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس فقد صعد من لهجته محذراً من أن الاعتراف بدولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر لا يؤدي إلا إلى تقوية حماس وإطالة أمد الحرب وتعقيد أي صفقة محتملة للإفراج عن الأسرى، ورأى أن هذه الخطوة تبعث برسالة دعم قوية لإيران وأذرعها في المنطقة.

ووجه غانتس خطابه للقادة الغربيين قائلاً إن السعي للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق بالرضوخ للضغوط السياسية الداخلية، وإنما بالضغط على حماس للتخلي عن الحكم وإعادة الأسرى قبل أي خطوات سياسية من هذا النوع.

وفي المقابل، جاء الموقف الفلسطيني مرحباً ومحتفياً، حيث أكدت وزيرة الخارجية ورسان أغابيكيان شاهين أن الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تمثل خطوة تاريخية لا رجعة فيها، تحافظ على حل الدولتين وتضع الشعب الفلسطيني على طريق السيادة والاستقلال.

وأضافت في مؤتمر صحفي برام الله أن اللحظة الراهنة يجب أن تُبنى عليها تحركات أخرى، مشددة على أن الخطوة قد لا تنهي الحرب فوراً لكنها تفتح الباب أمام مرحلة جديدة أقرب إلى الحرية والاستقلال.

لكن داخل الحكومة الإسرائيلية ارتفعت الأصوات اليمينية المطالبة بالرد بقوة، إذ وصف وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير الاعتراف الدولي بأنه مكافأة “للقتلة” على حد قوله، داعياً إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية وسحق السلطة الفلسطينية، مؤكداً أنه سيطرح مقترحاً بهذا الشأن خلال الاجتماع الحكومي المقبل.

وبدوره دعا وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار إلى تطبيق السيادة بشكل فوري، فيما أعلن مجلس مستوطنات الضفة “يشع” عن اجتماع طارئ لرؤسائه للبحث في خطوات عملية للرد على التطورات

وبين معارضة داخلية حادة ويمين متطرف يدفع نحو التصعيد، تبدو حكومة نتنياهو في موقف حرج يزداد تعقيداً مع المتغيرات الدولية، حيث عاد ملف الدولة الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي بقوة، ما يضاعف الضغط على إسرائيل ويكشف حجم الانقسام السياسي داخلها في لحظة مفصلية من تاريخها