23 سبتمبر 2025 13:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

 اعتراف دولي متصاعد بالدولة الفلسطينية تتويجا للجهود المصرية

في خطوة وصفت بأنها انتصار للعدالة الدولية وحق الشعب الفلسطيني المسلوب منذ أكثر من سبعة عقود، أعلنت عدة دول كبرى اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة، فاتحة بذلك فصلًا جديدًا في مسار النضال الوطني، ومجسدة في الوقت نفسه نجاح الدبلوماسية المصرية التي جعلت هذا الهدف أولوية قصوى، وسعت عبر تحركاتها المكثفة إلى تشجيع دول العالم على اتخاذ هذه الخطوة.

ويؤكد مراقبون أن هذا التطور الإيجابي، خاصة في المواقف الغربية، يعد ثمرة مباشرة لدبلوماسية القمة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب التحركات المصرية الفاعلة في المحافل الدولية لحشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين.

وشددوا على أن الرئيس السيسي لم يتوقف عن مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن حل الدولتين هو الركيزة الأساسية لتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.

كما أن استقبال الرئيس السيسي لعدد كبير من القادة والمسؤولين الدوليين منذ اندلاع الحرب على غزة، واطلاعهم على حجم الكارثة الإنسانية من مدينة العريش أو أمام معبر رفح، ساعد في كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وتعريف العالم بواقع المأساة الإنسانية.

وقد جاء انعقاد مؤتمر «حل الدولتين» في نيويورك، بدعوة من فرنسا والسعودية، متزامنًا مع سلسلة اعترافات دولية متتالية بالدولة الفلسطينية.

ويعتبر المراقبون أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر في أبريل الماضي، وما تخللها من جولة في العريش ولقاءات مع جرحى فلسطينيين، ساهمت بشكل مباشر في تسريع الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية.

أما اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية فيحمل رمزية خاصة، إذ يعكس تحولًا جوهريًا في موقف دولة ارتبط تاريخها بنشأة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي منذ “وعد بلفور” وحتى قرار التقسيم عام 1947.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل إنصافًا للشعب الفلسطيني ورسالة واضحة بضرورة ردع السياسات الإسرائيلية المهددة لاستقرار المنطقة.

ويشير الخبراء إلى أن أي إجراءات عقابية قد تلجأ إليها إسرائيل ردًا على هذه الاعترافات لن تؤدي سوى إلى زيادة عزلتها الدولية، خاصة في ظل تصاعد الوعي العالمي بالجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال في غزة خلال العامين الماضيين، من قصف وتدمير وتشريد وتجويع وصولًا إلى سياسات الإبادة الجماعية.

كما أضعفت هذه الجرائم صورة النظام الدولي بعد عجزه عن وقف العدوان الإسرائيلي، وتجاهل تل أبيب المتكرر لقرارات محكمة العدل الدولية وصدور مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية بحق مسؤولين إسرائيليين لم تجد سبيلها إلى التنفيذ.

وقد شجع هذا التخاذل الاحتلال على التمادي، ليس فقط داخل غزة بل بتمديد عدوانه إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، وصولًا إلى استهداف وسطاء المفاوضات داخل أراضي دول وسيطة.

ويجمع المراقبون على أن الاعتراف الدولي المتنامي بالدولة الفلسطينية لم يعد مجرد خطوة دبلوماسية، بل تحول استراتيجي في المواقف العالمية تجاه أقدم صراع في العصر الحديث.

فاختيار دول كبرى الانحياز إلى الحق الفلسطيني في هذا التوقيت الحرج يعكس قناعة دولية متزايدة بأن استمرار الاحتلال لم يعد مقبولًا، وأن الحل العادل يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتؤكد أوساط دبلوماسية أن مصر، بما تمثله من دعم تاريخي للقضية الفلسطينية ومواقف ثابتة في مواجهة مخططات التهجير والتصفية، ستواصل دورها المحوري في حشد الجهود الدولية ودفع مسار السلام، حتى يتحقق حلم الشعوب العربية وكل محبي العدالة في العالم بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.