غضب في واشنطن وتل أبيب بسبب اعتراف فرنسا بفلسطين

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية يعد تحديا مباشرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجاء بعد محاولات متواصلة من إدارته لعرقلة هذه الخطوة ومنع دول أخرى من التعاون مع باريس في هذا المسار.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حاول إفشال المبادرة منذ بدايتها، إذ وجه في شهري يونيو وسبتمبر برقيات للسفارات والقنصليات الأمريكية لحثها على عدم المشاركة في اجتماعات فرنسا، واعتبرها محاولة لمنح “حماس” مكاسب سياسية.
وأضاف التقرير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جمع، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قادة ورؤساء حكومات من مختلف القارات، من بينهم البرازيل وتركيا وجنوب إفريقيا وإندونيسيا، إلى جانب كندا وإسبانيا وبلجيكا وإيرلندا، وملكي الأردن والمغرب، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
ونجح ماكرون في ضم حلفاء بارزين للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، الذين أعلنوا جميعا اعترافهم بالدولة الفلسطينية.
وفي المقابل، أعربت إسرائيل والولايات المتحدة عن غضبهما من الخطوة، حيث وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الحدث بأنه “سيرك”، فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الاعتراف لن يسهم في إطلاق سراح الرهائن في غزة ولا في إنهاء الحرب، واعتبرته مجرد تصريحات فارغة.
كما منعت إدارة ترامب قادة فلسطينيين من الحصول على تأشيرات للمشاركة في الاجتماعات بنيويورك، ما دفع منتقدين للإشارة إلى أن هذه السياسة أظهرت تراجع الدور الأمريكي عالميا وتزايد العزلة الدبلوماسية للولايات المتحدة في ظل توسع دائرة الاعتراف بفلسطين، خاصة من الدول الأوروبية.
وفي هذا السياق، صرح السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين بأن واشنطن باتت معزولة تماما، وأن إدارة بايدن أهملت الملف، بينما تنفذ إدارة ترامب توجهات بنيامين نتنياهو. وأضاف أن ازدواجية المعايير الأمريكية في قضايا حقوق الإنسان أصبحت مكشوفة أمام العالم، ما يمنح خصومها فرصا لتعزيز نفوذهم.
تعليقات 0