“جازية”.. عجوز مئوية تهرب من جحيم غزة على كرسي متحرك

على كرسي معدني متحرك، شقت “جازية” ذات الأعوام التي تجاوزت المئة، طريقها وسط الركام والدمار، هاربة من القصف المتواصل والأوضاع المروعة والمجازر التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لم يمنعها جسدها الواهن ولا عمرها الطويل من مواجهة “طريق الموت” الذي ترك آثاره المؤلمة عليها، وسط القسوة وانعدام الإنسانية التي تحيط بالفلسطينيين.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الأربعاء، أن جازية اضطرت للنزوح قسرا نحو جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أنها ما زالت تتمنى أن يعيش أبناء ابنها في سلام وأمان.

وقالت جازية في شهادتها التي نقلتها “الأونروا”: “كنت جالسة على كرسي معدني متحرك على طول طريق مدمر، وكل متر عبرته ترك بصمته على جسدي الضعيف”.

ورغم إصرار بعض سكان مدينة غزة على البقاء في منازلهم وسط استمرار العمليات العسكرية والدعوات الإسرائيلية إلى الإخلاء، إلا أن مئات الآلاف وجدوا أنفسهم مجبرين على الفرار.

ويستمر نزوح الغزيين من المدينة ومن مناطق أخرى في القطاع باتجاه منطقة المواصي الساحلية، هربا من القصف الإسرائيلي العنيف، بينما تتدهور الأوضاع الإنسانية مع النقص الحاد في الغذاء.

وتشهد المخيمات ومناطق النزوح طوابير طويلة أمام المطابخ الخيرية، حيث يضطر النازحون للانتظار ساعات من أجل وجبات بسيطة لا تكفي لسد جوع أسرهم، وسط ظروف معيشية تزداد قسوة يوما بعد يوم.