أسرار على مكاتب بولتون.. الـFBI يقتحم ويصادر وثائق “دمار شامل”
ورسائل من دولة معادية تكشف فصولًا خفية من ولاية ترامب

تتسارع خيوط التحقيقات الفيدرالية في واحدة من أكثر القضايا حساسية داخل أروقة السياسة الأمريكية، بعدما عثر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الشهر الماضي على وثائق تحمل تصنيفات “سري” و”سري للغاية” داخل مكتب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
المداهمة، التي جرت يوم 22 أغسطس بموجب مذكرة قضائية، كشفت عن مواد مرتبطة ببرامج أسلحة دمار شامل، ومراسلات تتعلق ببعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إلى جانب وثائق حساسة تخص الاتصالات الاستراتيجية للحكومة الأمريكية.
لم تتوقف العملية عند ذلك، إذ صادر العملاء الفيدراليون أجهزة كمبيوتر ومعدات إلكترونية، في حين لم يتم الكشف عن محتوياتها حتى الآن.
وفي اليوم نفسه، فتش الـFBI منزل بولتون في بيثيسدا بولاية ماريلاند، حيث تمت مصادرة أجهزة إضافية، لكن دون العثور على وثائق مصنفة. وبحسب الملفات القضائية، فإن التحقيق يستند إلى شبهات انتهاك قانون التجسس عبر الاحتفاظ غير المصرح به بمعلومات دفاعية مصنفة.
القضية تعقّدت أكثر بعد تسريبات نشرتها نيويورك تايمز، تشير إلى أن الاستخبارات الأمريكية حصلت على رسائل بريد إلكتروني خاصة لبولتون من جهاز استخبارات تابع لدولة أجنبية وُصفت بـ”المعادية”، لم يُحدد اسمها بعد، وإن كانت الشبهات تتركز حول دول كإيران وروسيا والصين، نظرًا لحجم اهتمامها بتحركات بولتون وقت توليه المنصب.
الرسائل تضمنت مواد حساسة يُعتقد أن بولتون أرسلها لمقربين منه أثناء تحضيره لمذكراته الشهيرة التي صدرت عام 2020 بعنوان “الغرفة التي حدث فيها هذا الأمر”. المثير أن بعض هذه المواد لم تُدرج في الكتاب، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا تم تحذيره من أنها لا تزال سرية أو أنه استبعدها عمدًا لخطورتها.
التحقيق مع بولتون، الذي تحول لاحقًا إلى أحد أبرز منتقدي ترامب، عاد إلى الواجهة بقوة بعدما نفذت السلطات الفيدرالية مداهمات مكتبه ومنزله.
وبينما يرى مقربون أن هذه التحركات قد تكون انعكاسًا لضغوط سياسية ورغبة في الانتقام، يؤكد مسؤولون أن القضية ترتبط بمدى أصالة المعلومات التي اعترضتها أجهزة الاستخبارات الأجنبية ومدى تطابقها مع الوثائق التي كان يحتفظ بها بولتون.
اللافت أن هذه التطورات تأتي بعد سنوات من التوتر بين ترامب وبولتون، إذ اعتاد الرئيس السابق السخرية من مستشاره الأمني السابق ونعته بـ”محرض الحروب”، في حين ظل بولتون يواجه اتهامات بإساءة التعامل مع أسرار الدولة.
وحتى الآن، لم تُوجه تهم رسمية ضده، فيما يترقب المشهد السياسي والقانوني الأمريكي مآلات هذه القضية التي تمس أمن الدولة الأمريكية وملفاتها الأكثر سرية.
تعليقات 0