الجينسينج.. بين الأسطورة والطب الحديث

احتل نبات الجينسينج مكانة مميزة في ثقافات الشرق الأقصى، حتى نسجت حوله الأساطير التي روت أنه وُلد من التقاء عناصر الكون الأربعة بعد صاعقة نزلت على نبع ماء قديم. ومنذ ذلك الحين ارتبطت جذوره بالقدرة على منح القوة والعمر الطويل، إذ تنمو ببطء لسنوات عدة وقد تبقى في الأرض لمئة عام.
تتصدر كوريا قائمة الدول المنتجة لأجود أنواع الجينسينج، تليها الولايات المتحدة حيث انتقل إليها النبات عبر أوروبا في العصور الوسطى، بينما يبقى الجينسينج السيبيري أقل الأنواع تأثيرًا.
في عالم الطب الشعبي والحديث على حد سواء، ارتبط الجينسينج بدعم المناعة ومقاومة نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، كما يعد خيارًا شائعًا للرياضيين لتعويض الطاقة وتحفيز النشاط البدني. ورغم أن العلم لم يفسر بالكامل أسراره القديمة، فإن العديد من الدراسات تؤكد أثره الإيجابي على الجهاز العصبي والغدد التناسلية، إضافة إلى تخفيف أعراض سن اليأس والوقاية من هشاشة العظام.
كما أثبتت أبحاث حديثة دوره في تحسين وظائف الذاكرة، خاصة عند دمجه مع مستخلص الجنكة بيلوبا، بينما تشير تجارب أخرى إلى إمكانية امتلاكه خصائص مضادة للسرطان. أما بالنسبة لمرضى السكري، فيُظهر الجينسينج فاعلية لافتة في تقليل مقاومة الخلايا للإنسولين وتنظيم مستوى الجلوكوز في الدم.
ورغم هذه الفوائد المتنوعة، يبقى الحذر واجبًا، إذ قد يسبب الأرق أو الصداع أو ارتفاع ضغط الدم، ويؤثر على فاعلية بعض الأدوية مثل مميعات الدم ومدرات البول. كما يُحظر تناوله مع مضادات الاكتئاب أو خلال الحمل والطفولة. وينصح الخبراء باعتماد دورة علاجية لا تتجاوز ثلاثة أشهر متبوعة بفترة توقف مماثلة قبل استئناف الاستخدام.
تعليقات 0