العراق بين واشنطن ولندن.. شراكات نفطية وتجارية وجسور ثقافية تعيد رسم الدبلوماسية

بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نائبة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية أليسون هوكر، سبل تطوير التعاون الثنائي بين بغداد وواشنطن، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأفادت وكالة الأنباء العراقية “واع” بأن اللقاء شهد ترحيبًا بالاتفاق النفطي بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، والذي يمهّد لإعادة تصدير النفط العراقي للأسواق العالمية.

كما جدد الوزير العراقي تأكيد رغبة بلاده في توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة عبر اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا (HCC)، التي بحثت ملفات الأمن والاقتصاد والطاقة والتعليم والصحة. ودعا حسين المسؤولة الأمريكية لزيارة بغداد، وهو ما لاقى تجاوبًا من جانبها.

وعلى الضفة الأخرى، أكد القنصل البريطاني في بغداد أنجوس كلاركسون حرص بلاده على بناء جسور الصداقة مع العراق، ليس فقط على مستوى السياسة والاقتصاد، بل أيضًا من خلال الدبلوماسية الثقافية والتعليمية.

وكشف أن هناك أكثر من 600 طالب عراقي يدرسون في الجامعات البريطانية، مع السعي إلى زيادة هذا العدد في مختلف التخصصات.

وأشار كلاركسون إلى أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الأخيرة إلى لندن أثمرت اتفاقيات تجارية ضخمة بقيمة 12 مليار جنيه إسترليني، شملت مشروعات بنية تحتية وخدمية، منها مشروع مياه الصرف الصحي في مدينة الحلة.

كما لفت إلى أهمية كرة القدم كجسر إضافي للتواصل الشعبي، داعيًا العراقيين إلى التفاعل معه عبر ترشيحات ثقافية من كتب وموسيقى وأماكن تعكس هوية البلاد.

بهذا، يبدو أن العراق يسعى إلى تنويع تحالفاته بين واشنطن ولندن، جامعًا بين الاستثمارات الاقتصادية والروابط الثقافية في صياغة جديدة لمساره الدبلوماسي.