29 سبتمبر 2025 00:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تسجيل مسرب يكشف انتقادات عبدالناصر للجزائر وتوافد على ضريحه في ذكرى رحيله الـ55

أثار تسجيل صوتي جديد منسوب إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر جدلاً واسعاً في الذكرى الخامسة والخمسين لوفاته، بعدما كشف عن خلافاته مع الجزائر خلال حرب الاستنزاف، وتشكيكه في مدى تضامنها مع القاهرة عقب هزيمة يونيو 1967

التسجيل الذي يعود إلى السادس من سبتمبر 1970، أي قبل أيام من رحيله، جمع عبدالناصر بالرئيس الموريتاني الراحل مختار ولد داده، حيث تحدث فيه عن معاناة مصر من ضعف الدعم العسكري العربي مقابل الاكتفاء بالشعارات. وأوضح أن بلاده طلبت من الجزائر إرسال طيارين لمساندة الجيش المصري لكنها رفضت، بينما وفر الاتحاد السوفياتي هذا الدعم، منتقداً ما وصفه بـ”المزايدات العربية” ودعوات تحرير فلسطين التي لم تتجاوز حدود الخطابات. كما استعاد واقعة دعم مصر للجزائر بالسلاح خلال حربها مع المغرب، معتبراً أن المواقف اللاحقة للجزائر حملت عداءً وتنسيقاً مع أطراف عربية أخرى ضد القاهرة

وأشار عبدالناصر إلى أن ميزانية الجيش المصري ارتفعت من 160 مليون جنيه بعد هزيمة 1967 إلى أكثر من 553 مليوناً على حساب التنمية، مؤكداً أن قبوله مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار جاء كخيار اضطراري لتقليل الخسائر وحماية الجبهة الداخلية، رغم الانتقادات التي تعرض لها من الإعلام الجزائري والرئيس هواري بومدين

وليس هذا التسريب الأول من نوعه، إذ ظهر في أغسطس 1970 تسجيل آخر جمع عبدالناصر بالعقيد الليبي معمر القذافي، كشف فيه عن استعداده لمناقشة الحل السلمي مع إسرائيل، وهو ما أثار انقساماً بين المصريين حول موقفه الحقيقي من الصراع، بين من اعتبره تحولاً استراتيجياً وآخرين رأوه مجرد مناورة سياسية. وزاد الجدل بعد نشر التسجيل عبر قناة على “يوتيوب” تحمل اسم “ناصر تي في”، قيل إنها تتبع مكتبة الإسكندرية قبل أن تنفي ذلك، ليؤكد عبدالحكيم جمال عبدالناصر لاحقاً أن القناة تعود له وأنه يعتزم نشر مزيد من التسجيلات

وفي موازاة ذلك، شهد ضريح جمال عبدالناصر في منطقة كوبري القبة بالقاهرة توافد أعداد كبيرة من المواطنين منذ الصباح لإحياء الذكرى الخامسة والخمسين لرحيله، في مشهد بات يتكرر كل عام وفاءً لذكراه. وكان من أبرز الحضور نجله عبدالحكيم عبدالناصر وابنته منى، إضافة إلى الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربي الناصري، وعمرو رضوان أمين شباب الحزب، إلى جانب عدد من النواب والسياسيين الذين شاركوا المواطنين رفع صور الزعيم الراحل

ويظل جمال عبدالناصر أحد أبرز رموز التاريخ العربي الحديث وقائد ثورة 23 يوليو 1952، التي غيرت وجه الحياة السياسية في مصر والمنطقة، حيث وُلد في 15 يناير 1918 بحي باكوس الشعبي بالإسكندرية، ورحل في مثل هذا اليوم عام 1970 تاركاً إرثاً سياسياً وفكرياً لا يزال حاضراً بقوة في الذاكرة العربية