جماعة الاخوان في تركيا تهاجم الدول العربية والاسلامية وعلى راسها تركيا وتتهمه بالخيانة

من المفارقات الصارخة أن جماعة الإخوان المقيمة في تركيا، والتي لطالما تمتعت بحماية النظام التركي، باتت اليوم تهاجم الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها تركيا نفسها، متهمة إياها بالخيانة والتواطؤ مع خطة ترامب بشأن غزة.

هذا الانقلاب في الخطاب يفضح حجم التناقض والانصياع لأوامر المشغّل، ويكشف أن الولاء الحقيقي ليس للمبادئ، بل لمن يوجّه الدفّة.

والأدهى من ذلك، أن هذه الجماعة التي لم تتوقف يومًا عن مهاجمة النظام المصري ممثلًا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي بلغت بها الجرأة حدّ التحالف مع اللوبي الصهيوني لترويج رواية الاحتلال ضد مصر، تجد نفسها اليوم عاجزة عن توجيه أي انتقاد للنظام المصري في سياق خطة ترامب، رغم أنه كان هدفها المفضل لأكثر من عقد، وآخرها التحريض على السفارات المصرية.

هؤلاء الذين عاشوا في كنف النظام التركي، واستغلوا منصاته للهجوم على مصر، باتوا اليوم في مهب الريح، يبدّلون مواقفهم إرضاءً للعقل المدبّر الذي يرسم لهم حدود الكلام ومواقع الصراخ.

إنها لحظة سقوط أخلاقي وسياسي، تكشف زيف الشعارات وتعرّي من يدّعون المقاومة وهم أول من يطعنها.