30 سبتمبر 2025 22:07
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

كارثة تلوح في الأفق.. فيضانات النيل تجتاح ولايات السودان ومناشدات عاجلة لإنقاذ السكان

يعيش السودان هذه الأيام على وقع أزمة طبيعية مدمرة مع اقتراب مياه النيل من مستويات غير مسبوقة تهدد أرواح آلاف المواطنين وممتلكاتهم، وسط تحذيرات رسمية واستغاثات شعبية بتدخل عاجل قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة شاملة.

فقد أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية عبر بيان رسمي على صفحتها بـ”فيسبوك”، أن مناسيب النيل ستواصل ارتفاعها خلال الأسبوع الجاري، داعية سكان المناطق الواقعة على ضفافه إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.

وكشفت الوزارة بالأرقام عن تراجع إيراد النيل الأزرق إلى 699 مليون متر مكعب يوميًا، فيما خُفّض تصريف سد الروصيرص إلى 613 مليون متر مكعب، وسجّل سد سنار 688 مليون متر مكعب.

أما سد مروي فبلغ تصريفه أكثر من 730 مليون متر مكعب، بينما تجاوز تصريف جبل أولياء وسد خشم القربة حاجز 120 مليون متر مكعب يوميًا، في مؤشرات وصفها خبراء بأنها مقلقة للغاية.

وأشارت الوزارة إلى أن محطات رئيسية مثل ود العيس (سنجة)، الخرطوم، مدني، شندي، عطبرة، بربر وجبل أولياء، إضافة إلى ولايات النيل الأزرق، سنار، الجزيرة، نهر النيل، النيل الأبيض والخرطوم، وصلت بالفعل إلى منسوب الفيضان.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، إذ وصلت مياه الفيضان إلى الأحياء الطرفية في النيل الأبيض والخرطوم، ما وضع آلاف الأسر في مواجهة مباشرة مع خطر الغرق.

وفي تطور درامي، أعلنت غرفة الطوارئ بمحلية جبل أولياء أن ضفاف النيل الأبيض تواجه “خطرًا حقيقيًا” بعد أن اخترقت المياه جميع الحواجز الترابية في مناطق العسال، طيبة الحسناب، الشقيلاب، الكلاكلات، لتغمر الشوارع والمنازل وتصل مباشرة إلى الأحياء السكنية.

الغرفة أوضحت في بيانها أنها تعمل بإمكانات محدودة للحد من الكارثة، إلا أن ارتفاع المناسيب المستمر يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، محذرة من أن “الكثير من المناطق باتت مهددة بالغرق الكامل”.

كما ناشدت السلطات المركزية ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية سرعة التدخل العاجل عبر توفير الخيم لإيواء المتضررين، وإمداد الفرق الطبية بالمستلزمات المنقذة للحياة، مؤكدة أن الوقت ينفد وأن التأخير قد يحوّل الأزمة إلى مأساة إنسانية واسعة النطاق.

المشهد في السودان اليوم يختزل قصة مواجهة صعبة بين الطبيعة والإنسان، حيث يقف آلاف المواطنين على ضفاف النيل في انتظار المساعدة، فيما يترقب الجميع ما إذا كانت استجابة الطوارئ ستواكب سرعة صعود المياه قبل أن تجرف كل ما يقف في طريقها.