3 أكتوبر 2025 21:22
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الري: التصرفات الأحادية لإثيوبيا حولت فيضان النيل إلى كارثة مفتعلة تهدد مصر والسودان

أكدت وزارة الموارد المائية والري في بيان رسمي أن فيضان نهر النيل لهذا العام شهد تطورات خطيرة بسبب التصرفات الأحادية من الجانب الإثيوبي في إدارة السد غير الشرعي، ووصفت الوزارة هذه الممارسات بالتهور الكامل لافتقارها إلى أدنى معايير المسؤولية والشفافية، محذرة من أنها تشكل تهديداً مباشراً لحياة وأمن شعوب دول المصب، كما تكشف زيف الادعاءات الإثيوبية المتكررة حول عدم الإضرار بالآخرين، والتي لم تكن سوى وسيلة للاستغلال السياسي للمياه على حساب الاستقرار الإقليمي.

أوضحت البيانات أن منابع النهر الأساسية الثلاثة، وهي النيل الأبيض والنيل الأزرق ونهر عطبرة، سجلت هذا العام فيضانات أعلى من المتوسط بنحو 25%، لكنها تظل أقل من مستويات العام الماضي الذي كان فيضاناً مرتفعاً.

وأشارت الوزارة إلى أن الوضع الطبيعي يقتضي أن تقوم إثيوبيا بعملية التخزين التدريجي منذ يوليو وحتى نهاية أكتوبر، مع تصريف منظم للمياه لتوليد الكهرباء، بما يتماشى مع ادعاءاتها حول دور السد في تنظيم الفيضان وحماية السودان.

غير أن المتابعة الفنية رصدت خلال نهاية أغسطس مخالفة واضحة للقواعد العلمية، حيث قام الجانب الإثيوبي بتخزين كميات تفوق المتوقع وخفض التصريفات بشكل حاد، في إشارة إلى استعجال غير مبرر للملء بغرض الوصول إلى منسوب محدد، ثم استخدام فتحات المفيض لالتقاط مشاهد إعلامية في احتفال دعائي يوم 9 سبتمبر 2025، بعيداً عن أي اعتبارات تتعلق بسلامة شعوب دول المصب.

وأكد البيان أن هذه التصرفات غير المسؤولة انعكست بوضوح بعد انتهاء الاحتفال، إذ أقدم المشغل الإثيوبي على تصريف نحو 485 مليون متر مكعب من المياه في يوم واحد، تبعتها زيادات مفاجئة بلغت 780 مليون متر مكعب يوم 27 سبتمبر، قبل أن تهبط مرة أخرى إلى 380 مليون متر مكعب يوم 30 من الشهر ذاته.

وأسفرت هذه الإجراءات عن انخفاض منسوب المياه في السد بما يعادل ملياري متر مكعب، مما أثبت الطابع العشوائي لإدارة هذا المشروع الضخم.

ونتج عن هذه التصرفات غير المدروسة التقاء كميات هائلة من المياه مع ظروف غير معتادة للأمطار داخل السودان، إضافة إلى ارتفاع معدلات إيراد النيل الأبيض، وهو ما تسبب في إغراق أراضٍ زراعية شاسعة وغمر قرى سودانية عديدة، الأمر الذي أجبر مشغلي سد الروصيرص على تمرير غالبية هذه المياه للحفاظ على أمان السد نظراً لمحدودية سعته التخزينية.

وأكدت وزارة الري أن ما جرى يعد في الحقيقة فيضانا صناعيا مفتعلا بفعل السياسات الأحادية لإثيوبيا، وليس نتيجة طبيعية لذروة الفيضان، وهو ما ألحق خسائر فادحة بالسودان وهدد حياة الملايين، كما حذرت مصر مراراً من أن وجود سد يخزن 74 مليار متر مكعب دون اتفاق قانوني ملزم وبأسلوب إدارة عشوائي، سيظل يمثل خطراً دائماً على دولتي المصب في فترات الجفاف والفيضان على السواء.