4 أكتوبر 2025 20:37
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

خطة ترامب لغزة: جمر تحت الرماد ومناورة حماسية تثير جدلًا دوليًا وسياسيًا

اعتبرت مصادر فلسطينية أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة تمثل “جمرًا تحت الرماد”، إذ قد تُخفف الأزمة الإنسانية مؤقتًا، لكنها تحمل في طياتها مخاطر التحول إلى لهب سياسي إذا غابت الضمانات الدولية أو لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ بنودها.

وأشار أحمد يوسف صالح، القيادي في حركة حماس ومستشار رئيس الوزراء الفلسطيني الراحل إسماعيل هنية، إلى أن الحركة استجابت لضغوط النازحين ونصائح القادة العرب، مع مراعاة الإجماع الوطني الفلسطيني، معتبرًا أن السياسة “فن الممكن”.

وتأتي موافقة حماس على الخطة بعد مشاورات واسعة داخليًا وخارجيًا، شملت الفصائل الفلسطينية والوسطاء الدوليين، وسط تحفظ الحركة على التنازل عن سلاح المقاومة، بينما رُميت الكرة في ملعب نتنياهو وواشنطن اللتين لم تلتزما حتى الآن بوقف إطلاق النار الكامل.

وأشار بيان الحركة إلى استعدادها لتسليم جميع الأسرى لدى الاحتلال، أحياءً أو جثامين، وفق صيغة التبادل المقترحة، مع توفير الظروف الميدانية الملائمة، كما أبدت موافقتها على إدارة قطاع غزة بواسطة هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، مدعومة عربيًا وإقليميًا.

فخطة ترامب ليست الأولى من نوعها في المنطقة؛ فالتجارب السابقة في فلسطين والعراق أظهرت أن الحلول السياسية المفروضة من الخارج غالبًا ما تفشل أو تزيد الأزمات تعقيدًا، ما يجعل التزام الأطراف الدولية ضروريًا لضمان نجاح أي تسوية.

وتؤكد المصادر أن مناورة حماس جاءت لتحقيق توازن بين الضغوط الإنسانية والسياسية الداخلية والإقليمية، مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية وحقها في المقاومة، سعياً لتفادي العزلة الدولية والحفاظ على تماسك الحاضنة الشعبية.

في هذا السياق، تظل الخطة الأمريكية جمرًا تحت الرماد: قد تُطفئ جزءًا من الأزمة الإنسانية، أو تتحول إلى أزمة أكبر إذا فشل الالتزام الدولي، مما يتطلب يقظة سياسية من الفصائل والشعوب، والتمييز بين النجدة المؤقتة والتسويات التي تمس الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.