8 أكتوبر 2025 12:49
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

لسه في أمل.. اكتشاف علمي يقضي على فيروس نقص المناعة البشرية بمضاد جديد فعال بنسبة 98.5%

في إنجاز طبي غير مسبوق، توصل فريق من الباحثين إلى تطوير مضاد مناعي جديد يحمل اسم 04_A06، يتمتع بقدرة استثنائية على تحييد ما يقارب 98.5% من سلالات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1) المعروفة عالميًا، وفقًا لتقرير نشره موقع thebrighterside.

هذا الاكتشاف المذهل يُعد خطوة واعدة نحو مستقبل قد يشهد السيطرة الكاملة على أحد أخطر الفيروسات التي واجهها الطب الحديث.

ويعود الفضل في هذا التقدم العلمي إلى سنوات من الأبحاث المركزة التي سعى خلالها العلماء إلى تصميم أجسام مضادة متطورة يمكنها التعرف على الفيروسات المتغيرة وتحييدها بفعالية.

ومن خلال اختبارات مخبرية دقيقة ومكثفة، أثبت المضاد 04_A06 قدرته الفائقة على الارتباط بمواقع محددة داخل الفيروس، مما يؤدي إلى تعطيله ومنعه من إصابة الخلايا السليمة.

ويُعرف فيروس نقص المناعة البشرية بقدرته الفائقة على التحور والبقاء، حيث يتطور بسرعة مذهلة تجعله يتغلب على معظم الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي، وهو ما يجعل مكافحته تحديًا دائمًا أمام العلماء والأطباء حول العالم.

لماذا يعد هذا الاكتشاف نقلة نوعية؟

عند مقارنة أداء المضاد الجديد بالأجسام المضادة الرائدة الأخرى، وجد الباحثون أن 04_A06 تفوق بوضوح في الفاعلية، إذ تم اختباره على مئات من السلالات الفيروسية المعدلة معمليًا، ولم تُبدِ سوى 5 إلى 9 سلالات فقط مقاومة جزئية له من أصل 337 سلالة، وهو ما يُعد نطاق تحييد غير مسبوق في تاريخ أبحاث فيروس HIV.

كما برزت أهمية هذا المضاد في قدرته على مواجهة الفيروسات المقاومة لأجسام مضادة أخرى مثل VRC01، حيث تمكن من تحييد نحو 80% من السلالات التي فشلت الأجسام الأخرى في السيطرة عليها، ما يبرهن على مرونته وقوته في التعامل مع الطفرات الفيروسية.

وعلى الرغم من أن العلاجات الحالية المعروفة باسم العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) ساهمت في تحسين حياة الملايين من المصابين بفيروس HIV، إلا أن الحلم الأكبر ما زال يتمثل في الوصول إلى علاج وقائي أو شفاء نهائي. وهنا يبرز الدور المحوري للمضاد الجديد 04_A06 الذي يمكن أن يُحدث ثورة في مجالات متعددة، منها:

  • تعزيز فاعلية اللقاحات المحتملة ضد فيروس HIV.
  • استخدامه كوسيلة وقائية لمنع العدوى قبل حدوثها.
  • المساهمة في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة قادرة على مقاومة المتحورات الفيروسية.

لكن رغم هذا الأمل الكبير، لا يزال الطريق أمام التطبيق العملي لهذا الإنجاز محفوفًا بالتحديات، إذ يتطلب الأمر تجارب سريرية دقيقة على البشر للتأكد من سلامته وفعاليته داخل الجسم، بالإضافة إلى دراسة احتمالات تكيف الفيروس أو تطويره لمقاومة جديدة ضد موقع ارتباط هذا المضاد، كما أن تكاليف الإنتاج والتطوير تمثل عقبة أخرى أمام توفيره بشكل واسع وشامل.

وإذا أثبت هذا المضاد نجاحه في التجارب السريرية المقبلة، فقد يكون بمثابة التحول الأهم في تاريخ مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، ليس فقط كعلاج تكميلي، بل كأساس لتطوير لقاحات وقائية مستقبلية قادرة على تعزيز المناعة ومنع العدوى قبل حدوثها، مما يفتح الباب أمام عالم خالٍ من الإيدز في المستقبل القريب.