8 أكتوبر 2025 22:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

كواليس نوبل للآداب 2025.. كيف تختار اللجنة فائزها بعيدًا عن التوقعات والأسماء اللامعة؟

فيما تترقب الأوساط الثقافية حول العالم إعلان اسم الفائز بـ جائزة نوبل للآداب 2025 غدًا، كشفت الباحثة ماتيلدا مونبيتي في مقال نشرته صحيفة برلينر الألمانية عن الكواليس المعقدة والمعايير الدقيقة التي تعتمدها لجنة التحكيم في هذا القرار التاريخي.

فعلى مدار أكثر من قرن، تم منح الجائزة إلى 120 فائزًا، من بينهم 103 رجال و17 امرأة فقط، أي بنسبة تمثيل نسائي لا تتجاوز 14.3%.

لكن اللجنة باتت خلال السنوات الأخيرة أكثر انفتاحًا على قضايا النسوية، وما بعد الاستعمار، والبيئة، دون أن تعكس رسميًا مواقف سياسية مباشرة.

لا يُمنح اللقب الأدبي الأرفع عالميًا بناءً على الجودة الفنية وحدها، بل على السياق الفكري والاجتماعي واللغوي للعمل. فاللجنة تسعى إلى التنوع الجغرافي والثقافي، وغالبًا ما تتجه لاختيار أصوات جديدة من خارج دائرة الأسماء الشهيرة، ما يفسر ندرة فوز كتاب من الولايات المتحدة مقارنة بمناطق أخرى من العالم.

وتوضح مونبيتي أن اللجنة تستعين بمؤشرات وكلاء المراهنات لكنها تستبعد فورًا الأسماء العشرة الأوفر حظًا لتفادي التوقعات السائدة. وتضيف مازحة: «الطريقة الأسرع لجعل كاتبك المفضل يخسر نوبل، هي أن تعلن أنه سيفوز بها».

تسعى لجنة نوبل إلى تقديم أصوات أدبية غير تقليدية، كما حدث مع الكاتب عبد الرزاق قرنح عام 2021، الذي لم يكن معروفًا على نطاق واسع قبل الجائزة، ثم تحوّل إلى أحد أكثر المؤلفين قراءة عالميًا بعدها.

أما من حيث الفئة العمرية، فتختار اللجنة غالبًا كتابًا في ذروة النضج الأدبي. كان روديارد كبلينج أصغر فائز عن عمر 42 عامًا، فيما كانت دوريس ليسينج الأكبر سنًا عند الفوز بعمر 88 عامًا.

ويؤكد أعضاء اللجنة أن “العالمية” تبقى المعيار الأهم: أن يتجاوز العمل الأدبي حدود اللغة والثقافة والجغرافيا، ليصبح صوته إنسانيًا عالميًا.