«شهيد ما قبل النصر».. عبدالمنعم رياض مهندس إعادة بناء الجيش بعد نكسة 67

قال اللواء صفوت الديب، مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا الأسبق، إن انتصار أكتوبر عام 1973 لم يكن وليد لحظة أو مجرد ضربة مباغتة، بل جاء نتيجة عمل متواصل ومضنٍ استمر لسنوات، وخاصة خلال فترة حرب الاستنزاف، التي أعادت لمصر توازنها العسكري بعد الهزيمة القاسية في يونيو 1967.
وأضاف خلال تصريحات تليفزيونية، أن المرحلة التي أعقبت نكسة 67 كانت الأصعب في تاريخ القوات المسلحة، حيث كانت البلاد تواجه انهيارًا في الثقة والتسليح والتنظيم.
وأوضح أنه تم تشكيل لجنة برئاسة اللواء حسن البدري لدراسة أسباب الهزيمة واستخلاص الدروس، وخرجت بتوصيات أسهمت في وضع خطة شاملة لإعادة بناء الجيش، كان من أبرز من قاموا على تنفيذها الفريق محمد فوزي والفريق عبد المنعم رياض.
وأكد اللواء صفوت الديب أن الفريق عبد المنعم رياض يُعد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ المصري الحديث، مشيرًا إلى أنه لم يكن مجرد قائد ميداني، بل مفكر استراتيجي وعسكري بارع أعاد هيكلة القوات المسلحة من الداخل، ووضع لبنات الانتصار قبل أن يستشهد على الجبهة عام 1969 أثناء متابعته للعمليات في الخطوط الأمامية خلال حرب الاستنزاف.
وتابع أن من أبرز قرارات عبد المنعم رياض، التي كان لها أثر بالغ في تطوير قدرات الجيش، إنشاء الجيشين الثاني والثالث الميدانيين بدلاً من القيادة الموحدة للجبهة الشرقية، مما أعطى مرونة أكبر في التحرك والتنسيق.
كما قام بفصل قوات الدفاع الجوي عن القوات الجوية، لتعمل كقوة مستقلة قادرة على الإنذار المبكر والتعامل مع التفوق الجوي الإسرائيلي، وهو ما كان له دور كبير في تقليل خسائرنا لاحقًا في معارك أكتوبر.
ولفت الديب إلى أن الفريق عبد المنعم رياض لم يأخذ حقه الكامل من التقدير في الوعي العام رغم ما قدمه من جهود تأسيسية، مؤكدًا أن معركة رأس العش، التي وقعت في أول يوليو 1967، بعد أيام قليلة من الهزيمة، كانت بداية استعادة الجيش المصري لثقته بنفسه، وكانت أولى بشائر الانتصار التي أثبتت أن العدو ليس أسطورة لا تُقهر، بل يمكن هزيمته بالإرادة والتنظيم والروح القتالية العالية.
تعليقات 0