10 أكتوبر 2025 12:31
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«بلاش نخليها معركة يومية».. كيف نحول الواجبات المدرسية إلى تعاون هادئ؟

تعاني العديد من الأسر يومياً من مشاحنات حول أداء الأطفال لواجباتهم المدرسية، وتتحول هذه المهمة إلى مصدر توتر دائم داخل المنزل.

وأوضحت الدكتورة لورين هارتمان، اختصاصية التربية، إلى أن التوبيخ المستمر ليس حلاً فعّالاً، بل على العكس، قد يؤدي إلى تصاعد حدة التوتر دون تحسين في أداء الطفل.

ولفتت إلى أن رفض الطفل أداء الواجبات قد يكون مؤشراً على مشاكل أعمق مثل اضطراب فرط الحركة، أو القلق، أو حتى الاكتئاب، وهو ما يستوجب التواصل مع المدرسة أو المختصين لتقييم الوضع بشكل دقيق.

وترى هارتمان أن تنظيم الواجبات يبدأ من بيئة الطفل، إذ يساعد تخصيص مكان ثابت ومريح للدراسة، إلى جانب تحديد وقت يومي منتظم لأداء الواجبات، على خلق روتين يقلل من التوتر ويساعد على الالتزام دون مقاومة يومية.

وأوصت بعدم البدء مباشرة بالواجبات فور عودة الطفل من المدرسة، بل ترك مساحة قصيرة من الوقت يمكنه فيها أن يفرغ طاقته أو يعبر عن مشاعره، سواء من خلال اللعب، أو تناول وجبة خفيفة، أو الحديث مع أحد الوالدين، وهو ما تؤكده أيضاً الدكتورة باتابيا تزوتزولي، الاختصاصية النفسية.

وإذا كان سبب الصراع مع الواجبات هو صعوبتها أو شعور الطفل بالعجز، فإن الحل لا يكون في الضغط عليه، بل في تشجيعه على طلب المساعدة، وهنا يبرز دور الأهل في دعم الأطفال الأصغر سناً بالتواصل مع المعلمين، بينما يُشجع المراهقون على تطوير مهارة المبادرة والاستقلالية.

وأشارت هارتمان أن الطفل في المرحلة الابتدائية بحاجة لفهم دور الواجب في مراجعة ما تم تعلمه، مع أهمية التركيز على التشجيع الإيجابي بدلاً من العقاب، كأن يُكافأ الطفل بعد إتمامه للواجب بمشاهدة برنامجه المفضل أو قضاء وقت ممتع مع العائلة.

وبالنسبة للمراهقين، يصبح الحوار الهادئ في الأوقات المناسبة هو السبيل الأفضل لبناء الثقة، مع ضرورة ترك النتائج الطبيعية لأفعالهم تأخذ مجراها، كأن يتعلموا من انخفاض درجاتهم عند عدم أداء الواجب، وهو ما يُعزز لديهم الشعور بالمسؤولية الشخصية. ويمكن أن يتعاون الأهل مع المراهقين في وضع خطة لتنظيم الوقت أو تقسيم المشاريع الكبيرة، مع الاستمرار في تقديم الدعم والتقدير لجهودهم.

عندما يتحول دور الأهل من المراقب الغاضب إلى الداعم المتفهم، يصبح أداء الواجبات فرصة لبناء علاقة إيجابية، وتعزيز مهارات التفكير والاستقلال والانضباط الذاتي لدى الأطفال، بدلاً من أن تظل معركة يومية تستنزف طاقة الجميع.