ماريا كورينا ماشادو تحصد نوبل للسلام 2025 بعد مسيرة نضال ضد نظام مادورو

أعلنت لجنة نوبل في أوسلو عن فوز السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو باريسكا بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، لتصبح بذلك أول معارضة من أمريكا اللاتينية تنال هذا التكريم في ظل صراعها السياسي الطويل مع نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ويُنظر إلى ماشادو باعتبارها أبرز خصوم مادورو في فنزويلا، حيث تمثل جناح المعارضة القوي الذي واجه النظام الحاكم على مدار سنوات.
وتعد ماشادو كذلك من الشخصيات التي حظيت باهتمام واسع في الغرب، خصوصًا في الولايات المتحدة، حيث وُصفت بأنها الخصم الأبرز لمادورو، الذي يُعد بدوره أحد أكثر معارضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أمريكا الجنوبية.
وفي وقت سابق، وتحديدًا في أغسطس الماضي، وجه مادورو اتهامات لماريا كورينا ماشادو، زاعماً أنها عقدت ما وصفه بـ”اتفاق شيطاني” مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وفقًا لما نقلته صحيفة لابانجورديا الإسبانية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا داخل فنزويلا وخارجها.
من هي ماريا كورينا ماشادو؟
ولدت ماريا كورينا ماشادو باريسكا في 7 أكتوبر 1967، وهي سياسية ومهندسة صناعية فنزويلية، تشغل حاليًا منصب زعيمة المعارضة في البلاد.
بدأت مسيرتها السياسية عام 2002، عندما أسست منظمة لمراقبة الانتخابات، لتصبح بعد ذلك واحدة من أبرز الأصوات المعارضة في المشهد الفنزويلي.
انتُخبت ماشادو عضوًا في الجمعية الوطنية الفنزويلية بين عامي 2011 و2014، واشتهرت بمواقفها الصارمة ضد سياسات النظام، كما كانت مرشحة سابقة لجائزة نوبل للسلام عام 2005 لكنها لم تفز بها حينها.
وفي عام 2025، أدرجتها شبكة BBC ضمن قائمة أقوى 100 امرأة في العالم، كما صنّفتها مجلة تايم الأمريكية بين أكثر 100 شخصية تأثيرًا على مستوى العالم.
تُعرف ماشادو بمواقفها الجريئة، حيث منعتها حكومة مادورو من مغادرة البلاد أكثر من مرة، كما خاضت منافسة في الانتخابات التمهيدية للمعارضة عام 2012 لكنها خسرت أمام هنريك كابريليس، وخلال احتجاجات 2014، كانت من أبرز الوجوه التي قادت المظاهرات ضد السلطة.
وفي عام 2019، أعلنت نيتها الترشح مجددًا للرئاسة حال نجاح زعيم المعارضة خوان غوايدو في الدعوة لانتخابات جديدة، إلا أن محاولاته لم تكتمل.
وفي عام 2023، خاضت الانتخابات التمهيدية للمنصة الموحدة كمرشحة عن حزب فينتي فنزويلا، لكنها واجهت قرارًا بالإقصاء من الحياة السياسية لمدة 15 عامًا صدر عن المراقب العام، وأيدته المحكمة العليا في يناير 2024.
وعلى الرغم من تلك العقبات، فازت ماشادو في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، لتُعلن رسميًا مرشحة للانتخابات الرئاسية لعام 2024، قبل أن تُستبدل بـكورينا يوريس في مارس 2024 بعد منعها من الترشح، ثم استُبدلت الأخيرة مؤقتًا بالسياسي إدموندو غونزاليس أوروتيا.
رحلة ماشادو السياسية الطويلة جعلتها رمزًا للمقاومة المدنية في فنزويلا، وشخصية ملهمة للمعارضة الديمقراطية في أمريكا اللاتينية، لتتوج اليوم بجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها في الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان.
تعليقات 0