11 أكتوبر 2025 17:19
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

غزة تستيقظ على رماد الهدنة.. انتشال 135 شهيدًا من تحت الأنقاض

والإفراج عن 195 أسيرًا مؤبدًا ضمن صفقة مرتقبة

في مشهد يختلط فيه الأمل بالحذر والدم بالترقب، استيقظت غزة هذا الصباح على صدى الهدنة الهشة، بينما ما زالت أصوات الحفر والبحث تحت الركام تتعالى لانتشال جثامين من قضوا خلال الليلة الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن جثامين 155 شهيدًا وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، من بينهم 135 شهيدًا انتُشلوا من تحت أنقاض المنازل المدمرة جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن طائرات الاحتلال لم تلتزم تمامًا، حيث سُجلت عدة غارات متفرقة أسفرت عن 19 شهيدًا جديدًا بينهم نساء وأطفال، فيما ارتقى آخر متأثرًا بجراحه السابقة.

ووفق التقارير الميدانية، شهدت مدينة غزة مجزرة مروعة بعد قصف منزل لعائلة غبون، أسفر عن استشهاد 16 مدنيًا دفعة واحدة، فيما طالت غارات أخرى حي الشيخ رضوان وخان يونس والنصيرات ودير البلح.

ووصلت إلى مستشفى الشفاء جثامين 43 شهيدًا، وإلى المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” 60 شهيدًا، إضافة إلى العشرات في مستشفيات النصيرات ودير البلح وخان يونس.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة في غزة، التي خلّفت حتى الآن 67,211 شهيدًا غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 169 ألف جريح، في حين لا تزال عشرات الجثامين مطمورة تحت الأنقاض، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليها.

وفي الجانب الإسرائيلي، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن وسائل إعلام عبرية أن الكشف النهائي للأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم ضمن الاتفاق الجديد يضم 195 أسيرًا محكومين بالمؤبد، بينما اعترض جهاز الشاباك على نحو 100 اسم واستبعد 25 من القادة البارزين.

وكشفت التقارير أن 60 فقط من بين هؤلاء الأسرى ينتمون إلى حركة حماس، في حين يتوزع الباقون بين فصائل فلسطيني.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تمثل العمود الفقري لنجاح الاتفاق، مشيرًا إلى أن القاهرة لا تؤدي دور الوسيط فحسب، بل تشكل الضمانة الحقيقية لاستمرارية وقف النار وتنفيذه على الأرض.

وقال الشيمي، خلال مداخلة على قناة إكسترا نيوز، إن الإصرار الدولي على الوساطة المصرية يعود إلى امتلاكها قنوات اتصال مباشرة مع جميع الفصائل الفلسطينية، فضلًا عن خبرتها التاريخية الطويلة في إدارة النزاعات.

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد على ضرورة وجود ضمانات دولية قوية، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق ومنعها من التهرب كما حدث في اتفاقيات سابقة.

واختتم الشيمي بالقول: “مصر لا تتعامل مع الأزمة كحدث طارئ، بل كملف مصيري مرتبط بأمن واستقرار المنطقة بأكملها. نجاح الاتفاق ليس نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة نحو السلام الشامل والعادل”.