غزة تستقبل فجر السلام.. رايات مصر ترفرف في سماء القطاع بعد عامين من نار الإبادة

في مشهد مفعم بالعاطفة والانتصار للإنسانية، استقبل أهالي قطاع غزة نبأ اتفاق وقف حرب الإبادة بفرحٍ غامر ودموعٍ ممزوجة بالدهشة والامتنان، إذ علت الأعلام المصرية سماء القطاع المحاصر الذي عاش عامين من الجحيم تحت وابل القصف والدمار، قبل أن تُعيد القاهرة الأمل إلى الوجوه المنهكة، وتُعيد للحياة نبضها بعد صمت الموت الطويل.
فمع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي، الذي جاءت مصر في صدارته قيادةً وشعبًا وجيشًا، علت الهتافات في شوارع غزة، وامتلأت مواقع التواصل بعبارات الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قاد تحركًا دبلوماسيًا وصفه الفلسطينيون بأنه “مفترق طريق بين الفناء والنجاة”.
وقال الدكتور أحمد يوسف صالح، القيادي في حركة حماس، إن السادس والسابع من أكتوبر “أيام لا تُنسى”، موضحًا أن “هذه التواريخ لا تخصّ الإسرائيليين وحدهم، بل تبقى محفورة في ذاكرة الأمة كلها، لأنها شاهدة على أن الإرادة أقوى من الحديد والنار “.
ووجّه صالح، وهو مستشار رئيس الوزراء السابق، رسالة شكر حارة إلى مصر والرئيس السيسي والوسطاء العرب، قائلًا عبر صفحته على فيسبوك: “شكرًا لمصر ولمواقفها الثابتة؛ أولًا على رعاية المفاوضات، وثانيًا على منع التهجير القسري وتعزيز صمود شعبنا على أرضه”.
وفي حديثٍ يعكس صلابة الموقف الفلسطيني، أعلن صالح، الذي يقيم في خيمة متواضعة داخل القطاع، أنه لن يغادرها رغم توقف الحرب، مضيفًا بصوتٍ يملؤه العزم:”لم أترك وطني حين كانت الأيامُ قاسية، فكيف أرحل الآن وقد بزغ فجرها؟ “.
وأشار إلى أن ما تحقق جاء بفضل تضافر الجهود المصرية والقطرية والتركية، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة التي تصدّرت العمل الإغاثي الإنساني عبر مبادرة “الفارس الشهم”، ما ساهم في تعزيز صمود النازحين وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيرهم.
من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية بيانًا عبّرت فيه عن ترحّمها على عشرات الآلاف من الشهداء الذين ارتقوا في الحرب، مؤكدة أن رجالها أوفوا بقسمهم حتى آخر رمق، وقدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن والشعب.
وأوضحت الوزارة أنها بدأت خطة انتشارٍ أمني شامل في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال، لاستعادة النظام والأمن، وإزالة آثار الفوضى التي خلّفها العدوان، داعية المواطنين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمية.
وأضاف البيان أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تنظيم الحياة المدنية تدريجيًا، بالتنسيق مع الفصائل والجهات الإغاثية، في وقتٍ يتطلع فيه الفلسطينيون إلى أن يكون هذا الاتفاق نقطة انطلاق نحو سلامٍ دائمٍ وعدالةٍ طال انتظارها.
لقد كانت مصر — كما قال أحد قادة غزة — نبض العروبة الذي أعاد الأمل لشعبٍ ظنّ أن العالم نسيه، ومع رفرفة علمها على أسطح البيوت المدمّرة، يشعر الغزيون اليوم بأن الكرامة يمكن أن تُستعاد… والحرية قد وُلدت من تحت الركام.
تعليقات 0