واحات الوادي الجديد.. آبار تشفي الأجساد وتبهر العلماء في قلب الصحراء المصرية

في عمق الصحراء الغربية، حيث يلتقي السكون بالجمال، تتلألأ واحات الوادي الجديد كأيقونة طبيعية فريدة تجمع بين السحر والعلاج، إذ تحتضن بين كثبانها آبارًا بخارية وكبريتية حوّلتها إلى وجهة عالمية للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبيعي.

تتميز تلك الآبار بحرارتها العالية التي تتراوح بين 47 و70 درجة مئوية، واحتوائها على نسب مرتفعة من أكاسيد الكبريت والمعادن النادرة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفسفور والمنغنيز، ما يجعلها بيئة مثالية لعلاج أمراض الروماتيزم والعظام والجلد والأعصاب.

ومن أبرز هذه الينابيع العلاجية بئر 3 موط وبئر الجبل بالداخلة وآبار ناصر بالخارجة والعيون الكبريتية بالفرافرة، التي أصبحت مقصدًا للمرضى والسياح من داخل مصر وخارجها، لما تتمتع به من قدرة علاجية مثبتة علميًا، خصوصًا في حالات الروماتويد والتهاب الأعصاب والشلل وأمراض العمود الفقري والنقرس المزمن، إلى جانب دورها في برامج التخسيس والعلاج النفسي.

ولم تتوقف شهرة الوادي الجديد عند حدود الاستشفاء فقط، بل أصبحت أيضًا محط أنظار الباحثين والعلماء في مجالات العلاج بالمياه المعدنية والطاقة الحرارية الأرضية.

وقد استضافت المحافظة مؤخرًا مؤتمر “تسويق وتنشيط السياحة العلاجية والاستشفائية” بحضور نخبة من الأطباء المصريين والأوروبيين، الذين أبدوا انبهارهم بالقدرات الطبيعية المذهلة لآبار الوادي الجديد، معتبرينها كنزًا علاجيًا فريدًا على مستوى العالم.

تؤكد هذه المقومات أن الوادي الجديد لا تمثل مجرد واحة في قلب الصحراء، بل مستشفى طبيعي مفتوح يضاهي أشهر المنتجعات العلاجية في أوروبا وآسيا، بما تمتلكه من مياه شفافة، وهواء نقي، وهدوء يلامس الروح قبل الجسد.