12 أكتوبر 2025 00:47
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الصحة النفسية ودورها الخفي في التحكم بمرض السكر

لم يعد تأثير العوامل النفسية على الأمراض المزمنة أمرًا محل نقاش بين الخبراء، إذ تظهر الدراسات الحديثة أن الصحة العقلية تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم مستوى السكر في الدم، إلى جانب النظام الغذائي والعلاج الدوائي والرياضة.

فالتوتر المستمر، والقلق، والاكتئاب، لا يضعفون الحالة المزاجية فحسب، بل يمكنهم أيضًا أن يربكوا توازن الجسم الهرموني، مما يؤدي إلى صعوبة في السيطرة على مستويات الجلوكوز لدى مرضى السكر.

وبحسب تقرير موقع News18، فإن اضطرابات المزاج تُحفّز إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، واللتين تدفعان الكبد لإطلاق الجلوكوز في الدم حتى في غياب الطعام، مما يؤدي إلى ارتفاع متكرر في سكر الدم، ويضعف استجابة الخلايا للأنسولين مع مرور الوقت.

كما أن الاكتئاب يقلل من الحافز لدى المريض، فيتجاهل ممارسة التمارين أو الالتزام بالنظام العلاجي، وهو ما يجعل إدارة المرض أكثر تعقيدًا.

ويشير الأطباء إلى أن ضبط الحالة النفسية يُعد جزءًا أساسيًا من العلاج، إذ تساهم ممارسة اليوجا، وتمارين التنفس العميق، والنوم المنتظم في تقليل إفراز هرمونات التوتر وتحسين حساسية الأنسولين.

وقد أظهرت الأبحاث أن عشر دقائق من المشي السريع بعد الوجبات يمكن أن تخفض مستويات الجلوكوز والكورتيزول في الدم، بينما يساعد الامتناع عن الطعام واستخدام الشاشات قبل النوم على تحسين جودة النوم واستقرار السكر.

كما يوصي الخبراء بضرورة بناء نظام دعم عاطفي يضم العائلة والأصدقاء والمجموعات العلاجية، لما له من دور في الوقاية من الاكتئاب واكتشاف الإرهاق النفسي مبكرًا.

فإدارة السكر لا تقتصر على التحكم في الأرقام، بل تتطلب توازنًا بين الجسد والعقل، يقوم على نمط حياة صحي، وغذاء متوازن، ومتابعة نفسية مستمرة.

ويُجمع المختصون على أن الجمع بين الرعاية البدنية والعقلية هو السبيل لتحقيق الاستقرار الصحي لمرضى السكر، فكل خطوة في اتجاه تهدئة العقل تُسهم في حماية الجسد، وكل لحظة توازن نفسي تقرب المريض من الشفاء المستدام.