12 أكتوبر 2025 01:04
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

المخرج إياد حجاج يروي مأساة أطفال غزة بفيلمه “قدمي في الجنة” من قلب هوليوود

في خطوة جريئة ومليئة بالإنسانية، كشف المخرج والممثل الفلسطيني إياد حجاج عن تفاصيل فيلمه الجديد “قدمي في الجنة”، الذي تدور أحداثه في مدينة غزة، رغم أن تصويره تم في هوليوود.

الفيلم يعرض قصة الطفلة سمر التي تفقد إحدى قدميها، وتؤمن ببراءتها أن قدمها ذهبت إلى الجنة، ليُسلّط العمل الضوء على عالم الطفولة تحت الحصار، وكيف يحوّل الخيال براءة الأطفال إلى وسيلة لمقاومة الألم.

وأوضح حجاج في تصريحات خاصة لموقع “القاهرة الإخبارية”، أن فكرة الفيلم ولدت من موقف إنساني صادق، حين سمع قصة حقيقية من أم فلسطينية تتحدث عن معاناة ابنتها الصغيرة التي بُترت قدمها جراء القصف، قائلاً: “تلك اللحظة كانت نقطة تحول في حياتي، شعرت أن القصة تستحق أن تروى للعالم كله، لأنها تمثل صوت كل طفل فلسطيني يعيش الألم بصمت”.

وأشار إلى أنه بدأ كتابة السيناريو مباشرة بعد تلك الواقعة، وواصل بحثه حول معاناة أطفال غزة الذين فقدوا أطرافهم في ظروف قاسية، مؤكداً أن ما اكتشفه خلال هذا البحث كان صادماً ومؤلماً، مما دفعه لتحويل الألم إلى رسالة فنية عالمية من خلال السينما.

وتحدث حجاج عن المخاطر التي واجهها أثناء تنفيذ الفيلم في الولايات المتحدة، قائلاً: “الحديث عن فلسطين في أمريكا ليس سهلاً، هناك ضغوط وقيود، لكنني قررت المضي قدمًا في المشروع بسرية تامة، لحماية نفسي وفريقي من أي تبعات محتملة، لأننا نعمل في صناعة لا تتقبل بسهولة من يخرج عن السرديات المألوفة”.

وأضاف أن أكبر تحدٍ واجهه كان في جمع طاقم عمل يؤمن بالقضية الفلسطينية، لأن كثيرين في الوسط الفني الأمريكي يرفضون المشاركة في أعمال تتناول الصراع العربي الإسرائيلي، لكنه استطاع رغم الصعوبات أن يُكوّن فريقًا مخلصًا للعمل حتى النهاية.

وأكد حجاج أن الفيلم حمل بصمته الشخصية من جميع الجوانب، إذ لم يكتفِ بالإخراج والكتابة، بل شارك أيضًا في التمثيل مجسدًا شخصية الأب، موضحًا: “أنا من غزة، وأعيش وجعها كل يوم، لذلك لم أكن أمثل، بل أعيش الدور بصدق”.

كما استعان بأطفاله لتجسيد الشخصيات الرئيسية، مشيراً إلى أنهم عاشوا تجربة حقيقية في غزة قبل التصوير، وهو ما جعل أداءهم نابضًا بالصدق والواقعية.

ويرى حجاج أن السينما هي الجسر الإنساني الأهم لنقل الصورة الحقيقية عن فلسطين إلى العالم، قائلاً: “الأخبار تُظهر الحرب، لكن السينما تُظهر الإنسان.. تفاصيل الحياة اليومية، الخوف، الجوع، التضامن العائلي.. هذه المشاهد هي التي تصل بعمق إلى قلوب الناس في الغرب”.

وختم المخرج الفلسطيني حديثه قائلاً: “فيلمي ليس فقط عن طفلة فقدت قدمها، بل عن وطن كامل يسير على قدم واحدة، يحاول أن يظل واقفًا رغم كل شيء”.